لم تكن قضايا الإنسان والشعوب بعيدة من جمعية الثقافة والفنون في محافظة الأحساء، عندما تقمص تلك الهموم أحد عشر فناناً، وجسدوها في لوحات اصطبغت بألوان وأفكار درامية، معبرة عما يجول في نفس الفنان المبدع، عندما خط بريشته قراءاته لتلك المعاناة ووضعها في عمل تشكيلي ينم عن قضايا الإنسان من دون حواجز. وتباينت 66 لوحة على طول وعرض المعرض، الذي افتتحه مدير التربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس وفي حضور عدد من الشخصيات والفنانين، لناحية الأفكار المطروحة والمدارس التشكيلية، التي رسمت لكل فنان أسلوبه الخاص، وعمقت من تجاربه الفنية في تجلياتها، وانشغالها بأحداث العالم وارتباطها بجزء تكويني لها. تعبر اللوحات عن وجوه تتباعد في تقاسيمها، مضحكة ومبكية في آن، كاشفة أيضاً عن حضورات للبؤس والحياة والموت والمعاناة. كما عبرت عن تكوينات يشوبها الغموض في خيال واسع. يعتصر الفنان في اللوحات أفكاره، بحثاً عن قارئ يقرأها من وجوه مختلفة من دون أن يستهلكها، إذ تبقى مفعمة بالرموز. وعكست لوحة"تسونامي"رؤية مبدعة وخلاقة، حول قضية إنسانية، كانت لافته للنظر، وهي تحمل تطلعات رسامها إلى أفق واسع. مزجت تلك اللوحة ألوانها بمأساة، راح ضحيتها أكثر من ربع مليون شخص، من أطفال ونساء ورجال. كانت هناك أيضاً لوحة"مزهرية"، التي تدلل على جمال الورد والتفاؤل، كاشفة عن رغبة في الإنسان أن يستشرف من خلالها جمال الحياة. كذلك شارك في المعرض فنانات أبدعن في حقل التشكيل، وقدمن إسهاماً واضحاً في تفوقه على فنانين، حينما عبرن فيها عن هموم المرأة ومعاناتها داخل المجتمعات الخليجية والعربية. ومن اللوحات المتميزة بإيقاعات لونية، كانت هناك لوحة تحت مسمى"تكوين". إضافة إلى رسومات تتكلم عن وجوه من البيوت، رسمت على خشب، ذات مقاس وحجم كبيرين. كما أخذ الجانب البيئي قسماً كبيراً من عدد من اللوحات المعروضة، امتزجت ألوانها في شكل فني حداثي، وتطرقت إلى مشكلات البيئة والأضرار الناجمة عنها، ووجوب المحافظة على صحتها على مدى الزمن، لما يعكسه ذلك من تقدم حضاري لأجيال مقبلة. شارك في المعرض كل من الفنانين محمد الحمد، وأحمد السبت، وأحمد المغلوث، وأحمد عبدرب النبي، وتوفيق الحميدي، وسامي الحسين، وعلي القاش، وسعيد الوايل، وتغريد البقشي، ومريم الجمعة.