كان أمس "يوم السفراء" في بغداد، إذ استهدفتهم حملة لتهجيرهم من العراق. ففي رابع اعتداء خلال أربعة أيام، نجا السفير الباكستاني محمد يونس خان"بأعجوبة"من هجوم على موكبه في حي المنصور، بعد ساعات على اصابة القائم بأعمال السفارة البحرينية حسان الأنصاري بجروح خلال محاولة لخطفه في المنطقة ذاتها. وكشف أن سيارة السفير الروسي تعرضت لإطلاق نارعلى طريق المطار الأحد الماضي، في حين تبنت جماعة أبي مصعب الزرقاوي خطف السفير المصري ايهاب الشريف في اليوم ذاته. في الوقت ذاته، أكدت الشرطة المصرية العثور على جثة ضابط برتبة لواء في أحد الأجهزة الأمنية العراقية ابان عهد صدام حسين، وذلك في شقة في القاهرة، وكشف أنه ضحية لصوص. وفي طهران، كشفت ل"الحياة"مصادر قريبة من رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري أن زيارة وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي وقادة أركان القوات المسلحة العراقيةلإيران تحمل"رسائل إيجابية"تتجاوز العلاقات الثنائية. وذكرت المصادر أن الدليمي والجعفري الذي يعد لزيارة إيران، سيبلغانها وعداً بعدم استخدام الأراضي العراقية قاعدة لأي هجوم أميركي عليها، وسيؤكدان أن بغداد"ليست جزءاً من العداء الأميركي لطهران". وأضافت أن محادثات الدليمي ستُركز على ضبط الحدود لمنع تسلل مسلحين، ودور إيران في تدريب القوات العراقية. ومن المقرر أن يلتقي الدليمي نظيره الإيراني لي شمخاني، وكلاً من الرئيس محمد خاتمي والرئيس المنتخب محمود أحمدي نجاد، ثم يزور مصانع عسكرية إيرانية راجع ص11 و12. وطغت على مسلسل العنف في العراق أمس الهجمات على السفراء، فيما أعلنت الشرطة المصرية مقتل أسد عبدالهادي حيدر 55 سنة وهو لواء في أحد الأجهزة الأمنية ابان عهد صدام، لافتة الى أنها اعتقلت خمسة مصريين يشتبه بتورطهم بالجريمة التي ارتكبت في شقته بدافع"السرقة"، وأحدهم سمسار ساعده في العثور على الشقة في القاهرة. ونقلت وكالة"أسوشييتد برس"عن مسؤولين في الشرطة أن حيدر الذي قُتل خنقاً، وصل الى مصر في السادس من حزيران يونيو الماضي، مدعياً أنه تاجر. وأكد"منفيون عراقيون"للوكالة أن اللواء حيدر فر من بغداد خوفاً من عمليات انتقامية لعائلات ضحايا أجهزة الأمن في عهد صدام. وعلمت"الحياة"أن حيدر قاوم اللصوص حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. وكشفت مصادر ل"الحياة"أن السلطات المصرية عثرت على جثة حيدر داخل شقة مفروشة في منطقة العجوزة، وتبين أن سمساراً استعان بزوجته وثلاثة آخرين لتنفيذ الجريمة بهدف السرقة. وتعود وقائع القضية الى السبت الماضي، عندما انبعثت رائحة كريهة أمام الشقة، ووجدت جثة حيدر وهو موثوق اليدين والرجلين وعلى فمه شريط لاصق. وسرق اللصوص ألفي دولار وساعة يده وهاتفه النقال. في نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بشدة الهجمات على الديبلوماسيين في العراق. وأصدر الناطق باسمه بياناً أفاد أنه"يأمل بألا تؤدي الهجمات الى اضعاف عزم الأسرة الدولية على الوقوف مع الشعب العراقي في هذا المنعطف الحاسم من تاريخه". وزاد ان"لا شيء يبرر استهداف الديبلوماسيين"في بغداد، مشدداً على أن"الأمين العام يتوقع اعتقال مرتكبي هذه الأفعال بسرعة ومثولهم أمام العدالة". وفي لندن، كشف تقرير صحافي أن وزارة الدفاع البريطانية تعد خططاً لسحب عدد كبير من قواتها من العراق في الشهور ال18 المقبلة، لإعادة نشرها في أفغانستان.