اعتبر اقتصاديون أن التأثيرات السلبية الناتجة من الأحداث الإرهابية المتتالية في لندن وشرم الشيخ ستتركز على قطاع السياحة وستكون على المدى الطويل، وبالنسبة إلى أثرها في البورصات العالمية والمصرية خصوصاً فستكون هناك خسائر أكبر على الشركات المتعلقة بالسياحة والفندقة وخسائر المستثمرين السعوديين ستنتج من تأثر بورصة لندن بالأحداث ولن يكون هناك تأثير يذكر على الاستثمارات السعودية في البورصة المصرية. ويعود ذلك إلى قلة هؤلاء المستثمرين - بحسب قول المستشار الاقتصادي محمد صديق"غالبية الأموال السعودية المستثمرة في مصر تتجه إلى قطاعي العقارات والصناعة، ونسبة قليلة مستثمرة في البورصة المصرية بسبب قوة سوق الأسهم السعودية التي خطفت أضواء البورصات العربية، لذلك لا أتوقع أن تؤثر الأحداث كثيراً في رؤوس الأموال السعودية المستثمرة في البورصة لقلتها ولكن سيتضرر المستثمرون في القطاع السياحي". وأضاف صديق"لا بدّ من تأثير سلبي لتلك الأحداث، لكن ليست هناك إحصاءات رسمية تفيد بهذه الخسائر، والأهم: إلى متى سيستمر هذا التأثير؟ وأتوقع أن تكون هذه التأثيرات موقتة في بريطانيا ولكن ستطول في مصر بسبب استهداف الاعتداءات المنشآت السياحية في شرم الشيخ التي تمد الاقتصاد المصري بجزء كبير من العملة الصعبة التي يعتمد عليها الاقتصاد المصري كثيراً، ولكنها ستزول في النهاية". وبالنسبة إلى المستثمرين في دول أخرى والتخوف من اعتداءات إرهابية تطاول هذه الدول قال صديق:"سيكون هناك حذر أكبر وسيضع المستثمرون بدائل جاهزة للدولة التي يستثمرون فيها أموالهم في حال تضررها من اعتداءات إرهابية". وأضاف"لا أتوقع حدوث هجرة لرؤوس الأموال كما حدث عند أحداث سبتمبر عندما سحب المستثمرون السعوديون ما بين 100 و200 مليار دولار من الأموال المودعة في الولاياتالمتحدة بسبب مخاوف من قيام إدارة الرئيس جورج بوش بتجميدها، وذلك بسبب تعقل البريطانيين وبرودة أعصابهم إضافة إلى العلاقات المميزة التي تربطهم بالدول العربية". وأشار الدكتور أسامة فلالي إلى أن السعودية أكبر دولة عربية تملك استثمارات في مصر من 2 إلى 3 بلايين دولار وبالتالي أكبر دولة عربية ستتضرر من أحداث شرم الشيخ وخصوصاً أن كثيراً من المنتجعات الموجودة في شرم الشيخ تعود ملكيتها لمستثمرين سعوديين وغالبية الأموال السعودية تستثمر في قطاع السياحة المصري"، وبالنسبة إلى بريطانيا قال فيلالي:"كثير من المستثمرين السعوديين نقلوا القسم الأكبر من أموالهم إلى مصارف أوروبية بعد أحداث سبتمبر، واستحوذت بريطانيا على جزء كبير من هذه الأموال، لذلك لا أتوقع أن تضحي بريطانيا بتلك الأموال بسبب الأحداث الإرهابية الأخيرة". وأضاف"تتركز الاستثمارات السعودية في بريطانيا في سوق الأوراق المالية والعقارات والصناعة، والأضرار الناتجة من تفجيرات لندن قصيرة المدى وتنحصر في قطاع السياحة الذي تعتبر الاستثمارات السعودية فيه قليلة مقارنة بالقطاعات الأخرى، وبالتالي تعتبر تفجيرات شرم الشيخ أكثر تأثيراً في الاستثمارات السعودية من تفجيرات لندن".