أصدر وزير الطيران المدني المصري أحمد شفيق قرارا بخفض رسوم الحركة للطائرات بمطار شرم الشيخ بنسبة 50 ٪ اعتبارا من اليوم «الأربعاء» لتشجيع الرحلات الجوية إلى المدينة بعد التفجيرات الإرهابية التي شهدتها السبت الماضي . وقال إبراهيم مناع رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية أن التخفيضات تشمل رسوم الهبوط والايواء والانتظار بالمطار لكل شركات الطيران والرحلات الخاصة وأن الهدف من القرار هو تدعيم حركة السياحة والطيران إلى شرم الشيخ وخفض التكلفة المالية لشركات الطيران تشجيعا لها على تنظيم رحلات إلى المنتجع . الى ذلك توقعت مصادر اقتصادية أن تتجاوز خسائر الاقتصاد المصري جراء تفجيرات شرم الشيخ 5 مليارات دولار، نتيجة الكساد المتوقع حدوثه في قطاع السياحة، والذي بدأت مؤشراته بقيام الشركات الأجنبية بإلغاء 95 ٪ من حجوزات مدينة شرم الشيخ، إضافة للتأثير السلبي المتوقع على حركة جلب الاستثمارات الأجنبية لمصر . وأوضحت المصادر أن التفجيرات أصابت قطاع السياحة في مقتل حيث يعد هذا القطاع الشريان الأساسي للاقتصاد المصري، وكان من المتوقع أن تصل عائداته هذا العام إلى نحو 7 مليارات دولار وأشارت إلى أن قطاع السياحة كان له الفضل في تحقيق الطفرة التي حدثت مؤخرا في ميزان المدفوعات وتدعيم الاحتياطي القومي من النقد الأجنبي والذي ارتفع مؤخرا إلى 18 مليار دولار كما أحبطت هذه التفجيرات خطط وزارة السياحة للوصول بعدد السائحين الوافدين لمصر هذا العام إلى 12 مليون سائح، بالمقارنة ل 9 ملايين سائح في العام الماضي، وهو ما كان سينعش الوضع الاقتصادي في البلاد عموما . وأوضحت المصادر أن هناك مؤامرة على مصر تمثلت في الحملات الإعلامية التي قامت بها وسائل الإعلام الأجنبية المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الغربية المعادية لمصر، حيث بثت هذه الأجهزة تقارير حول وجود توقعات بتكرار هذه التفجيرات في مدن مصرية أخرى، وهو ما انعكس في حالة هروب واسعة للسائحين الأجانب من مصر عقب التفجيرات، إضافة إلى توجيه عدد من الدول الغربية تحذيرات لمواطنيها من السفر إلى مصر مما ساهم في تفاقم الكارثة وهو ما لم يحدث مع تفجيرات لندن رغم تكرارها . وانتهت المصادر إلى أن قطاع السياحة المصري أمامه من 3 إلى 5 سنوات حتى يستعيد توازنه ويتجاوز آثار تلك التفجيرات، وتوقعت أن يتراجع عدد السائحين لمصر في الأشهر القادمة إلى أقل من 1,2 مليون سائح وهو ما يكشف فداحة تأثير هذه التفجيرات على قطاع الاستثمارات حيث كانت الحكومة تعلق آمالا لجذب استثمارات تقدر ب 3 مليارات دولار في المرحلة القادمة لكن هذه التفجيرات قد تدفع المستثمرين العرب والأجانب إلى مراجعة خططهم مما سيهدد بدخول الاقتصاد المصري نفقا مظلما. وذكرت المصادر أن العاملين بقطاع السياحة في شرم الشيخ والذين تقدر أعدادهم بنحو 66 ألف عامل هم أكثر المتضررين من التفجيرات، وأعلنت العديد من المؤسسات السياحية والفنادق بالفعل أنها ستسرح العديد من موظفيها أو ستعطيهم اجازات مفتوحة بدون مرتب انتظارا لمعرفة الآثار السلبية للتفجيرات على تدفق السياح الأجانب . وأبدت المصادر مخاوفها من تأثير الأحداث السلبي على الاقتصاد الوطني وإمكانية عودة الركود والكساد وأن يتسبب العجز المتوقع في عائدات قطاع السياحة في التهام فائض احتياطي النقد الأجنبي، الذي استعاد عافيته في الفترة الأخيرة وتجاوز أكثر من 18 مليار دولار وهو ما لم يحدث منذ نهاية عام 1997، الذي شهد أحداثا إرهابية استهدفت السائحين فى مدينة الأقصر وامتدت آثاره على السياحة والاقتصاد المصري سبعة أعوام كاملة.