تدخل حملة التوعية ومحو الأمية الصيفية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم، بالاشتراك مع أربع وزارات أخرى، في قطاع جنوب تهامة في إدارة تعليم سراة عبيدة في منطقة عسير، شهرها الثاني غداً وسط تفاعل كبير من الأهالي. وصرح مدير التربية والتعليم في محافظة سراة عبيدة المشرف العام على الحملة يحيى بن محمد آل فائع بأن الحملة التي تستمر 60 يوماً تهدف إلى تعليم ما يقارب 700 دارس مبادئ القراءة والكتابة لمحو أميتهم الأبجدية، ورفع كفاءتهم الاجتماعية والثقافية والصحية، وربطهم بمجتمعهم، إضافة إلى العمل على تصحيح بعض الأمور المتعلقة بالمسائل التعبدية والسلوكيات الخاطئة إن وجدت. ويشرف على تعليم هؤلاء الدارسين أكثر من 35 مشرفاً وإدارياً ومعلماً، إضافة إلى المشاركين من وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والزراعة والشؤون الاجتماعية والصحة. وأشار إلى أن الحملة تحظى بدعم ومتابعة كل من أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز ونائبه الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز اللذين لا يألوان جهداً في إيصال خدمات التوعية والتعليم إلى جميع أبناء المنطقة أينما كانوا. وتتضمن الحملة برامج تعليم القراءة والكتابة والقرآن الكريم والرياضيات واللغة العربية والتوحيد والفقه، وذلك بمعدل 18 ساعة أسبوعياً من السبت إلى الخميس، فيما خصص يوم الجمعة من كل أسبوع ليكون يوم نشاط عام يشارك فيه جميع الدارسين في مناشط ثقافية واجتماعية وترفيهية عامة، إضافة إلى برامج تحفيظ القرآن الكريم التي تقام بالتزامن مع الحملة للطلاب والطالبات. ويتم تعليم الدارسين في الحملة والبرامج المصاحبة لها في فصول دراسية مجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات التعليمية الحديثة وفق برنامج يومي يتضمن العديد من البرامج المتخصصة في التعليم تصاحبها برامج تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للتوعية والإرشاد الشرعي وإقامة المحاضرات والبرامج الدعوية والتثقيفية، إضافة إلى البرامج الصحية والتثقيفية التي ينفذها أطباء الوحدة الصحية المدرسية في مراكز الحملة الأربعة بتقديم خدمات العلاج والمحاضرات وتوزيع بعض الأدوات الصحية. ويرى المعلم فهد خضر الحنيطي، أحد معلمي التعليم العام المشاركين في الحملة، أن استخدام تقنيات حديثة ومتطورة في التدريس، ومنها الحاسب الآلي، يشجع الدارسين، خصوصاً الكبار منهم، على المشاركة بشكل تفاعلي والاستفادة سريعاً من المواد الدراسية المتاحة. ومن جانبه أكد الدارس في الحملة جابر بن علي القحطاني أن جنوب تهامة في أمس الحاجة إلى الحملات التوعوية والتثقيفية والتعليمية والإرشادية، إضافة إلى خدماتها الصحية والبيطرية والاجتماعية. ولاحظ المعلم عبدالله العمري أن الإقبال على الحملة فاق التوقعات ما يؤكد رغبة المشاركين في التعليم والاستفادة من الخدمات الكبيرة التي تقدمها الحملة. ومن جانب آخر شكر الدارس في الحملة سعيد القحطاني جميع الجهات الحكومية المشاركة في الحملة التي أضافت إليها الكثير ما جعلها محط اهتمام وتفاعل أهالي المراكز التي أقيمت فيها حيث إنها شملت بفائدتها جميع فئات المجتمع من رجال ونساء وأطفال وكبار يشاركون فيها وينهلون من معينها الصافي ويستفيدون من خدماتها. ووصف الدارس جابر بن محمد القحطاني الحملة بأنها عمل جليل يشكر من قام وعمل على إيجاده في مثل هذا الوقت وفي هذا المكان وهو شيء لا يستغرب من الحكومة الرشيدة التي تولي المواطن أينما كان اهتمامها ورعايتها لتحقق له كل طموحاته التي يصبو إليها والتي من أهمها التعليم والصحة والخدمات. وأكد الطبيب البيطري المشارك في الحملة محمد مسعود الشهراني حرص وزارة الزراعة على تقديم خدماتها الشاملة لجميع القرى والمراكز ضمن نطاق الحملة وخارجها، ومنها تقديم خدمات الكشف والعلاج المجاني للمواشي، إضافة إلى تقديم الاستشارات والمساعدة والخدمات المساندة، مبيناً أن إجمالي خدمات الكشف والعلاج على الماشية في مواقع الحملة الأربعة يصل يومياً إلى أكثر من ألف رأس تقدم لها جميع الأدوية والخدمات الضرورية. وبين باحث وزارة الشؤون الاجتماعية خالد بن سليمان الوهبي أن الوزارة تشارك في جميع حملات محو الأمية في كل مناطق المملكة، وتعمل على مسح كامل للأسر المحتاجة في تلك المناطق وحصر ذوي الظروف الخاصة منهم ومن المعوقين والأرامل والأيتام والعجزة، وتبحث كل حالة منها على حدة لتقدم إليها المساعدة التي تحتاج إليها، مبيناً أنه تم حتى الآن تسجيل أكثر من 400 حالة يجري العمل حالياً على بحثها ودرسها بشكل مفصل. وأشار إلى أن الوزارة تعنى كذلك بالتعرف على الظواهر الاجتماعية السلبية في مناطق الحملة ومحاولة إيجاد الحلول لها. برنامج الحملة يشمل أربعة مواقع مختارة بعناية يتم تنفيذ حملة التوعية ومحو الأمية في أربعة مواقع هي: أولا: المركز الرئيس للحملة القائمة، التي تبعد عن مدينة سراة عبيدة بنحو 80 كيلومتراً جنوباً. ويخدم المركز كلاً من القائمة والعتاب وشني وأثرب. ثانياً: وادي الحياة، ويبعد عن مدينة سراة عبيدة أكثر من 90 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي منها، ويخدم وادي الحياة وبوان وكنا ونتاور. ثالثاً: الربوعة، وتبعد نحو 140 كيلومتراً في الجنوب الشرقي من مدينة سراة عبيدة، ويخدم كلاً من الربوعة وآل مفتاح وآل محاج والمسني وكحلا. رابعاً: البقعة، وتقع الى الجنوب من مدينة سراة عبيدة، وتبعد عنها 90 كيلومتراً، وتخدم كل من البقعة والفايجة ووادي طريان وعدن. وأوضح نائب المشرف العام على الحملة المدير التنفيذي لها عبدالرحمن بن عبدالله آل شافع في تصريح لوكالة الانباء السعودية، أن الحملة هى الخامسة لتوعية ومحو الأمية التي ينفذها تعليم سراة عبيدة، خلال الأعوام الماضية، وتستهدف اماكن تم درسها بشكل مكثف، لتحقق الاستفادة المثلى من اقامة مثل هذه الحملات، بمشاركة معلمين ووعاظ ودعاة واطباء ومرشدين صحيين وباحثين اجتماعيين.