نفى عدد من مكاتب الاستقدام في الرياض وصول خطاب من الجهات الرسمية وزارة العمل يفيدهم بالموافقة على استقبال طلبات المواطنين لاستقدام عمالة من إندونيسيا، مشيرين إلى أن السماح بالتأشيرة اقتصر على السلطات الإندونيسية. وطالب عدد منهم بسرعة البت في القضية رسمياً من قبل وزارة العمل، وإرسال ما يفيد بالسماح أو بالمنع، لمعرفة مصير الطلبات المتراكمة لديهم بحسب قولهم. وكان وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي ذكر في تصريح صحافي قبل أيام أنه تم الاتفاق مع الجهات المعنية في إندونيسيا على عودة إعطاء التأشيرات الإندونيسية، إلا أن طلبات التأشيرات متوقفة حتى أول من أمس. من جانبهم اعتبر عدد من المواطنين أن الخادمة الإندونيسية هي الأصلح بين الجنسيات الأخرى بحسب خبرتهم في سوق العمل السعودية، ولكن الإجراءات الشاقة هي التي تغير مسار طلباتهم إلى دول أخرى كالفيليبين وفيتنام وكمبوديا. ويقول خالد الخالد إنه يتعامل مع مكاتب الاستقدام منذ فترة ليست بقليلة بخصوص استقدام عمالة منزلية، وخصوصاً من إندونيسيا، لأن الخادمات الإندونيسيات تتأقلم مع وضع منزله في وقت يسير، ولكن إجراءات الاستقدام تأخذ فترة ليست بسيطة، مضيفاً أنه على رغم الإجراءات الشاقة للاستقدام إلا أن وضع الخادمة الإندونيسية أفضل بكثير من مثيلاتها من جنسيات أخرى، إذ إنها تعتبر منزله كمنزلها، وأطفاله كأطفالها. وأكد خالد أنه بعدما قرأ في الصحف عن فتح التأشيرة الإندونيسية ذهب إلى عدد من مكاتب الاستقدام لكي يطلب تأشيرة خادمة إندونيسية، ولكنه اصطدم بعدم وصول قرار داخلي بالسماح باستقدام هذا النوع من التأشيرات. أما المواطن علي الحسين فاختلف عن سابقه في ما يتعلق بالخادمة الإندونيسية، مؤكداً أنه لا يفضل أن يأتي بها للعمل في منزله، مبرراً ذلك بمشكلة التوقيف التي تحدث كل عام، وهو يقصد بذلك الإيقاف الذي يتكرر من إندونيسيا لهذه التأشيرات، إضافة إلى صعوبة الإجراءات في بعض الأحيان، وهو ما دعاه إلى استقدام عمالة أخرى لمنزله. ويقول الحسين:"الإندونيسيات جيدات من ناحية العمل المنزلي، ولكن المراجعات التي تتعلق بالتأشيرة تتعبنا، وانتظارها حتى تصل إلى السعودية يفوق ستة أشهر في الأحوال العادية، وحتى لو أعطيتها إجازة ثلاثة أشهر سترجع بعد ستة أشهر"، مشيراً إلى تجربته الشخصية في استقدام خادمة إندونيسية، التي كانت ممتازة جداً بحسب قوله، ولكنها بعد مرور عام طلبت منه إجازة، لتسافر على أن تعود بعد ثلاثة أشهر ولم ترجع، فتقدم بطلب تأشيرة أخرى من إندونيسيا، وبعد ثلاثة أشهر أتت الخادمة الجديدة، ولكنها لم تكن مناسبة. ومن جانبه يؤكد سلطان الحناكي أحد أصحاب مكاتب الاستقدام في الرياض أن طلب العائلات السعودية للعاملات الإندونيسيات قل عما كان عليه في الفترة قبل المنع. وكان الطلب في الفترة الماضية هائلاً بالنسبة إلى عرض هذه العمالة، ولكن الوضع تغير إذ تحتل"السريلانكية"الصدارة في رغبات العائلات السعودية في هذه الفترة، مشيراً إلى أنه تم تبديل ما يقارب 65 ألف تأشيرة إندونيسية إلى تأشيرات لخادمات سريلانكيات بحسب رغبات العائلات. وأضاف الحناكي أن عدم وجود دولة بديلة لإندونيسيا هو السبب الرئيس في التعرض للمشكلات سنوياً بالنسبة إلى استقدام العمالة إلى السعودية. واعتبر جلوي عبدالله أحد العاملين في مكاتب الاستقدام أن من المشكلات التي تحرجهم مع عملائهم استقدام العمالة الإندونيسية، وأن توقف الاستقدام من تلك الدولة في كل عام أصبح مشكلة بالنسبة إليهم وإلى عملائهم، لأنهم لم يعتادوا على خادمة من غير هذه الدولة، وأن المجال لو فتح لغيرها في الاستقدام لتعددت الخيارات أمام المواطن، ولم تقع كل هذه المشكلات.