يتجه المنتمون إلى قبيلة شمر في المنطقة الشرقية، إلى إنشاء مجلس لهم تحت مسمى"مجلس شمر في المنطقة الشرقية". وتشير تقديرات إلى أن المنتمين إلى القبيلة، التي تعد واحدة من أعرق القبائل السعودية، والمقيمين في المنطقة يقدرون بنحو 25 ألفاً. ويسعى المجلس الذي سيطلق في المنطقة الشرقية خلال الفترة القريبة المقبلة، إلى التعارف بين أبناء القبيلة، الموزعين على مدن الشرقية كافة. كما يسعى إلى التكافل ومساعدة أبناء القبيلة لدى مواجهتهم أي عوائق، والعمل على تحديد مهور الزواج والحد من مظاهر الإسراف وتشجيع الزواج الجماعي. ويترأس المجلس الشيخ مخلف خليف دهام الدهام الشمري. وقال ل"الحياة":"إن رسالة المجلس هي بث الترابط والتواصل وتنمية الحس الوطني بين أعضائه، والعمل على إصلاح ذات البين بين الأعضاء والقبائل الأخرى، وتقديم المساعدة اللازمة للمحتاجين، ومساعدة المرضى والعاطلين عن العمل، وتمثيل القبيلة في المناسبات الرسمية، ولدى القبائل الأخرى". وعلى رغم أن الشيخ مخلف حاصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال من الولاياتالمتحدة الأميركية قبل نحو عقدين، ويملك خبرة واسعة في مجالات المحاسبة وشؤون الموظفين والإدارة والتسويق والعلاقات العامة، بيد أنه لا يرى في أطر مثل القبلية"شيئاً من الماضي"، بل يؤكد أنها"أمر جيد، خصوصاً أنها لا تتعارض مع أطر أخرى مثل الوطنية والإسلام، بل على العكس، قد تدفع إلى تقوية هذه الأطر". ومع ذلك يقر بأن إطار القبيلة بدأ"يشكو الضعف في السنوات الأخيرة". ويقول:"يلاحظ ضعف الرابط القبلي في ظل المتغيرات والتطورات التي تطرأ". وتتميز علاقة أبناء القبيلة مع بقية النسيج الاجتماعي في المنطقة الشرقية ب"الأخوة في ما بينهم"، كما يؤكد رئيس مجلس القبيلة. أما عن علاقة بعضهم مع بعض، فيبدي أسفه على حالها، بالقول"تكاد تكون معدومة". ويصف علاقة أبناء القبيلة في المنطقة مع القبيلة الأم في حائل والمناطق الأخرى بالقول:"يمكن أن نقول عنها علاقة الأهل في ما بينهم". وتم اختيار مخلف لرئاسة مجلس القبيلة من جانب بعض أبنائها. ويقول:"يوجد من أبناء القبيلة في المنطقة الشرقية من هو أفضل، ولكن تم اختياري لما أملكه من حضور اجتماعي وعلاقات واسعة، وحضوري في الصحف المحلية، لمناقشة مشكلات أبناء القبيلة، والسعي إلى حلها مع المسؤولين، كما أنني وفقت في أن أكون مرشداً لبعض فاعلي الخير، في تقديم العلاج لبعض المرضى في الخارج. كما كنت سبباً في حل بعض المشكلات الزوجية، ومشكلات أخرى كذلك". وبدأ نزوح أفراد قبيلة شمر إلى المنطقة مع بداية اكتشاف البترول في الشرقية، في الثلاثينات من القرن الماضي، ويقول الشمري:"جاؤوا إلى هنا طلباً للعيش والبحث عن الوظائف. حيث كثر تكرار المقولة الشعبية التي قالتها إحدى عجائز القبيلة آنذاك لأحد أبنائها"كل النشاما نصت ظهران إلا أنت يا مقابل الطاسة". ويشير بفخر إلى أن من بين أبناء القبيلة من برز في غير مجال، ويستعرض أسماء عدة، مثل"ابن طوالة"في محافظة الأحساء، وكذلك الدكتور عيد الشمري في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والشيخ عبدالعزيز العقلاء، في حي الدوحة في مدينة الظهران، وأيضاً الشيخ نواف الجفال عضو المجلس البلدي في رأس تنورة". وأخيراً نشر الشمري إعلانات في الصحف المحلية، داعياً أبناء قبيلته إلى الاتصال به، وتسجيل معلومات عنهم. وعن ذلك يقول:"الهدف من وراء ذلك هو معرفة رد فعل أبناء القبيلة في المنطقة، ومدى رغبتهم في تأسيس المجلس، لكي نسعى لإخراج ترخيص رسمي، وكذلك اختيار من يمثلهم. ففي الأعياد لا يوجد من يمثل قبيلة شمر في هذه المواقع الرسمية". ويتوقع أن يصل أعداد المسجلين في المجلس في البداية إلى نحو ألف شخص. وينوي إنشاء قاعدة معلومات عن أفراد القبيلة، وعناوينهم، ومقر أعمالهم، وأرقام هواتفهم، بقصد التواصل والتعارف، وإصدار بطاقة عضوية برسوم يتفق عليها سنوياً، وإنشاء مقر دائم للمجلس، وفتح صندوق خيري، يتولاه ثلاثة أشخاص، يتم اختيارهم من جانب الأعضاء، وكذلك إنشاء قسم خاص لجمع تبرعات للصندوق من رجال الأعمال والشركات والقادرين من أفراد القبيلة.