عندما طالب الشبابيون بحقهم من استاد الملك فهد الدولي في الرياض الذي يحتضن لقاء الشباب مع الهلال في نهائي أهم البطولات المحلية من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة لقدم، خرج البعض من الهلاليين ليؤكد أن الشباب لا يستحق 50 في المئة من المدرجات، واحتج هؤلاء بأن الشباب لا يملك الجماهير الكبيرة، فكيف يطالب بنصف المدرجات لجماهيره؟ الإجابة لا تبدو غائبة عن الجميع... فالشباب يملك أكبر قاعدة جماهيرية في السعودية، بل ويمتد الى أبعد من ذلك... من الممكن أن يقول البعض إن هذا غير منطقي وينافي الحقيقة، ولكن هذا الأمر بالفعل صحيح، فشيخ الأندية السعودية عرف عنه منذ أزل بعيد أن جماهيره يقلون عدداً عن بقية الجماهير في الأندية الأخرى، ويبدو أن موقعه في العاصمة الرياض ووقوعه بين الهلال والنصر حالا دون وجود جماهير كبيرة تؤازره. فالشبابيون لم يطلبوا المستحيل، وهم يدركون أن جمهورهم من عشاق الأندية أجمع... فلقد تمكن"الليث"أن يكوَّن قاعدة جماهيرية عريضة في شتى أرجاء المملكة، فالجميع يشيد بهذا النادي الذي أطلق عليه أخيراً لقب النادي النموذجي، ودخل قلوب الجماهير الرياضية من دون مقدمات، وتجد أن عشاق كرة القدم يتعاطفون مع الشباب في كل مبارياته، حتى وإن لم يحضروا الى الملعب لمؤازرته. البطولة الآسيوية للأندية التي عانق ذهبها الشباب عام 2001 في جدة الجميع شاهد كيف امتلأ ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة عن بكرة أبيه، وحضر الجمهور الغفير وساند وآزر ولم يخيب"الليث"ظنهم فيه وحقق اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه... وليست تلك البطولة فقط التي حضرها جمهور شبابي بكثافة، بل هناك بطولات عدة محلية وخارجية كان للجمهور الشبابي وقفة مع فريقه. منذ أن سطع نجم الشباب في بداية التسعينات الميلادية وأكل نجومه الأخضر واليابس وتركوا خصومهم يأخذون دور المتابع والمشاهد لما يفعلونه فاستطاع جيل فؤاد أنور وسعيد العويران وسالم سرور وصالح الداوود وفهد المهلل أن يقولوا لخصومهم"نحن هنا"... الجمهور أعجب بهذا الفريق القادم الى ساحة البطولات، وأطلق النقاد والمحللون الالقاب وتغنى الجمهور بهذا"الليث"الذي كشر عن أنيابه وزرع الرعب في نفوس أنداده. ومن هنا بدأ الجمهور يلتفت إلى الشباب ويعشق انجازاته ويتغنى بها... وفي تلك الحقبة من الزمن كان الشباب الرافد الأول للمنتخب الأول، ووضع نجوم"الليث"بصمات لا تنسى في صفوف"الأخضر"ومونديال العالم 1994 في أميركا كان خير دليل عندما سجل فؤاد أنور أول هدف سعودي في نهائيات كأس العالم في مرمى هولندا وأضاف الثاني في المغرب... وخطف سعيد العويران الأضواء بهدف رائع في مرمى بلجيكا، وبدأ الجمهور يتساءل أي فريق يضم هؤلاء النجوم فكانت الاجابة أنه الشباب فكان ذلك دافعاً للجماهير من أجل أن تعشق هذا النادي. وعندما رحل الجيل الشبابي وتنازل مديرو النادي عن الكثير من النجوم من أجل أن يعدوا جيلاً شاباً جديداً شن النقاد والغالبية من المحللين حملة كبيرة ضد سياسة إدارة نادي الشباب والأخيرة كان مديروها يعلنون أنهم لن يغادروا منصات التتويج مهما قيل عنهم، والجمهور أخذ موقع المشاهد من عملية الشد والمد بين الادارة الشبابية ومعارضيها إلى حين أن خرج جيل ناجي مجرشي وابناء عطيف ومعاذ والدوسري والغنام وآخرون وأعادوا"الليث"الى عرينه الذهبي وحققوا كأس دوري خادم الحرمين الشريفين في الموسم الماضي ليصفق الجميع لهذا الفريق الشاب ويتغنى جميع الجماهير بمختلف ميولهم بما حققه الشباب،وأكدوا أنه فريق جدير بالاحترام وأعلن الكثير انضمامه الى الصفوف"البيضاء"... وثمة أسباب أخرى جعلت الجمهور يعشق ويصفق لنادي الشباب ومنها ابتعاد النادي عن المهاترات والخلافات بين أعضاء شرفه، وكذلك المشكلات مع اللاعبين، فرسم الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان سياسة متميزة انتهجها الرئيس الذهبي الأمير خالد بن سعد وجميع الرؤوساء الذين سبقوه وجاءو بعده وكان آخرهم طلال آل الشيخ فكانت السياسة تنص على التنافس الشريف وجعل الاخلاق الرفيعة والروح الرياضية وقبل ذلك خدمة الوطن أهم الأمور التي يجب أن يعمل بها الجميع في نادي الشباب وبالفعل عمل الشبابيون في صمت ومع مرور كل يوم تجد إشادة بهذا النادي النموذجي... ولن يوفي الشبابيون الأمير خالد بن سلطان حقه مهما فعلوا فهو يقف خلف الانجازات العريضة التي تحققت للنادي على الاصعدة كافة. ما سبق كان دافعاً قوياً من أجل أن يعشق الجماهير هذا النادي المكافح الذي نُصَّب من بين أهم وأفضل الأندية السعودية على الاطلاق... فمن منا لا يعشق"الليث؟!".