كان حسين الصادق 15 عاماً منذ طفولته مولعاً بالكومبيوتر ودهاليزه. ومنذ دخوله الروضة عشق هذا الجهاز، وكان حين يرجع إلى منزله في جزيرة تاروت، يبدأ رحلة"العبث"فيه. كما كان يذهب إلى محل عمه الطبيب البيطري إبراهيم الصادق الخاص بإصلاح الكومبيوتر وصيانة أجهزته. اكتشف العم ميول حسين فأبقاه في محله، حتى تمكن في"زمن قياسي"من التعامل مع الكومبيوتر في شكل لافت، وأصبح قادراً على تصليح الكومبيوتر وصيانته وتركيب بعض البرامج. وأتاح هذا الطريق لحسين عندما كان في سن الحادية عشرة، نمطاً مختلفاً عن بقية أقرانه. ويقول:"جعلني الكومبيوتر أفكر في شكل تقني، فقد عشقته وعشقني، ومع الأيام ازدادت العلاقة معه، فكلما اكتشف المرء شيئاً جديداً فيه كان ذلك حافزاً قوياً لمواصلة الطريق. واستطاع الصادق أن يقتحم أوسع أبواب الكومبيوتر"الإنترنت"، بفضل موهبة يتمتع بها، حيث تمكن من العمل كمبرمج له شهرته في المنطقة، على رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز 15 عاماً. واستطاع تصميم مواقع عدة، تعود إلى كُتاب ومنتديات وشبكات ثقافية، ومواقع رسمية في المنطقة مثل موقع"مدرسة القطيف المتوسطة"، وموقع الكاتب"علي الدرورة"، و"شبكة أبسال الثقافية"ومنتدى"مرجان"و"أمواج"ومؤسسات عدة خاصة على شبكة الانترنت مثل"مؤسسة توبني تون لخدمات الإنترنت"، وهي مؤسسة تقوم بتصميم المواقع فقط. ويفسر بلوغه هذا المستوى بأنه عمل خمس سنوات، وما زالت خبرته تتجدد في عالم الكومبيوتر"، مضيفاً"وصلت إلى هذا المستوى بفضل نصائح أخواني المصممين والمبرمجين، ومن خلال متابعتي لكل جديد في هذا المجال، عن طريق الشبكة العنكبوتية، فأنا أقرأ كتباً كثيرة حول البرمجة والتصميم". وأكسبه هذا الحب صفقات عدة، لا يحلم بها من هم في سنه. ويضيف"أتقاضى مبالغ مختلفة، نظير ما أقدم من خدمات، تتراوح بين ألفي ريال وخمسة آلاف ريال". يصرف ما يكسبه على الشركة التي تزوده ب"السيرفر"في موقعي"مؤسسة مصباح لخدمات مواقع الإنترنت"من أجل ترقية"السيرفر"، أو يشتري"سيرفر"جديداً. وكذلك في الدعم الفني. ويقول:"أستفيد من باقي المبالغ في أغراض أخرى، وبالتأكيد ليست تلك الأعمال التي يقوم بها شبان في سني مثل التفحيط، الذي أنصح أصدقائي بعدم ممارسته، لأنه يضيع الوقت من دون أي فائدة". وإضافة إلى كل المزايا التي امتلكها الصادق، فإنه يتعامل بحرفية كبيرة مع البرامج الفنية في الكومبيوتر. كما يصفه أهل الخبرة في هذا المجال، مثل برامج"الفوتوشوب"و"الفرونت بيج". بيد أنه واجه بعض المشكلات في برنامج" الفوتوشوب". ويضيف"هناك صعوبتان واجهتهما بكل إصرار، واحدة تتعلق في كيفية تقطيع الموقع، وتحويله إلى ملفات htm والأخرى كيفية دمج الألوان، بحيث يظهر الموقع جميلاً. واستفدت من الكم الهائل من المعلومات في هذا المجال من الإنترنت. ومازلت أعاني مشكلة استخدام برنامج Macromedia Dreamweaver ، وهو متخصص في تصميم وبرمجة المواقع، ومن هنا فمن هناك يستطيع الشخص برمجة الموقع بعدة لغات مثل php asp cji وغيرها". وفي عالم التصميم يتوجب عليك أن"تكون هجومياً، كي تعرف طرق الدفاع"، كما يرى الصادق، لذا برع في"الهاكر". ويؤكد أنه لا يستخدم هذه المهارة في إيذاء الناس. ويقول:"أستخدمها في الدفاع عن المواقع التي أصممها، فأصحابها يدفعون ليّ المال نظير حمايتهم، وقد حميت عدداً من المواقع التي تعرضت إلى هجوم من جانب مجهولين، حتى أن بعضها ليست من تصميمي، لكن ترد لي رسالة عبر الإيميل، فأقوم بالاتفاق معهم على الفور. وأتذكر أن"هاكر"طلب مبلغاً من المال نظير تركه موقع"شبكة أبسال الثقافية". وتمكنت من تحرير الموقع من يده، من دون أن يضطر صاحب الموقع لدفع ريال واحد، وبعدها وضعت نظام حماية على"السيرفر"، بحيث تقوم الشركة كل شهر بتحديث برامج الحماية للموقع وللسيرفر". ويطمح في دخول جامعة الملك فهد للبترول والمعادن،"كي أكتسب مزيداً من العلم في مجال الكومبيوتر". ويطمح بالدراسة في اميركا وتقليل بذلك نسبة الأمية في مجال الحاسب الآلي والتصميم ومتعلقاته.