أصدرت وزارة الداخلية السعودية بطاقة الأحول للمرأة السعودية، بهدف حفظ حقوق المرأة المادية، لدى مراجعتها لإنهاء إجراءاتها لدى الجهات الحكومية، والبنوك التجارية كافة، إذ يتطلب إثبات لشخصية المرأة خصوصاً في القضايا المالية والنزاعات، وكذلك حفظ الحقوق الأمنية للمملكة، إذ استخدم الارهابون أثناء تنقلهم "العباءة والطرحة"، للتخفي في زي المرأة السعودية. وتعد بطاقة الأحوال الصادرة في شهر شعبان لعام 1422ه، وثيقة رسمية تستخدم كإثبات لشخصية المرأة السعودية، إضافة إلى دفتر العائلة المستخدم للغرض ذاته إلى الآن بشرط إحضار معرّف لها كوثيقة إثبات في الدوائر الحكومية وفي المعاملات البنكية. ومنذ ذلك التاريخ وإقبال المرأة السعودية على إصدار بطاقة أحوال يتزايد يوماً بعد يوم، وهذا ما أكده ل"الحياة"المدير العام للأحوال المدنية في منطقة مكةالمكرمة تركي الملافخ. وقال"إن التجربة جيدة وفي تنام مستمر، فيومياً هناك ما يتراوح ما بين 40 إلى 50 معاملة لإصدار بطاقات أحوال لسيدات وفتيات سعوديات، من إجمالي المعاملات الواردة لفرع الأحوال في مدينة جدة". وأضاف الملافخ"أن إدارته تستقبل يومياً ثلاثة آلاف مراجع، منها مراجعون لبطاقة المرأة، إذ إن الإجراءات والأوراق الرسمية كافة تتم في القسم الرجالي، تم تحال إلى القسم النسائي للتأكد من شخصية المرأة الراغبة في إصدار بطاقة أحوال، وإكمال بقية الإجراءات". وأوضح الملافخ أن الإجراءات تتم بشكل منظم، ويشترط موافقة ولي الأمر الأب والزوج على ذلك، تلافياً للمشكلات التي قد تواجه الإدارة في حال إصدار بطاقة للمرأة من دون علم ولي أمرها، مؤكداً في الوقت ذاته أن إدارته لم تواجه أي مشكلة منذ بدء تنفيذ القرار، إذ إن العمل يسير بشكل منظم ومدروس. بطاقة المرأة غير إلزامية وكشفت جولة ل"الحياة"في القسم النسائي لفرع إدارة الأحوال المدنية في محافظة جدة كثافة إقبال السيدات والفتيات على استخراج بطاقة أحوال خاصة بهن، ما يدل على ارتفاع الوعي بأهمية تلك البطاقة من جانب السيدات وأولياء أمورهن. تقول ابتسام النهدى 23 سنة أصبحت البطاقة الشخصية من الأمور المهمة للغاية لإنهاء كافة معاملاتي في كل جهة، إضافة إلى رغبتي في فتح حساب خاص بى في أحد البنوك التجارية، وهذا يتطلب منى إثبات هويتي بواسطة بطاقة الأحوال، حتى أنهي أجراءاتي فيما بعد بمفردي من دون الحاجة إلى إحضار من يعرّف عني". فيما لخلصت رقية النهدي دافعها لاستخراج بطاقة الأحوال بقولها"خطوة جيدة، وهي ضمان لشخصية المرأة وحفظ لهويتها". إما هبه الشهري 48 عاماً فتقول إن البطاقة ضرورية للمرأة حتى تتمكن من إنهاء معاملاتها كافة، من دون الحاجة لمعرف. وعن سبب تأخرها في إصدار البطاقة على رغم اقتناعها بأهميتها تقول هبة"لم أكن أعلم في السابق أن هنالك بطاقة خاصة بالمرأة السعودية، وعندما علمت بالصدفة من إحدى جاراتي حضرت إلى هنا لاستخراجها". وتختلف فاطمة القرني 36 عاماً في دافعها لاستخراج بطاقة أحوال خاصة بها بقولها"لم أكن في الماضي قد استخرجت بطاقة أحوال خاصة بى، ولكن عندما توفي زوجي واجهتني مشكلة التعريف بشخصيتي لدى مراجعتي بعض الدوائر الحكومية للحصول على حقوقي وإنهاء الإجراءات، كالضمان الاجتماعي وغير ذلك وهذا ما دفعني إلى إصدار بطاقة خاصة بي، خصوصاً وأن والدي لم يمانع الفكرة". أما سالمة مسلم 50 عاماً فتقول إن متاجرتها في الأسهم يتطلب منها وجود ما يثبت هويتها في كل مرة تريد فيها شراء أو بيع أسهمها، وهذا ما دفعها لاستخراج بطاقة أحوال، إذ إنها تضطر لاصطحاب أحد أبنائها لتعريفها. وفي الوقت الذي تدرك فيه فاطمة وهبة ورقية وابتسام أهمية بطاقة الأحوال للمرأة والتسهيلات التي تمنحها حاملتها في إنهاء أجراءاتها في الجهات الحكومية وغير الحكومية كافة، ترى صالحة الشهري 21 عاماً أن بطاقة الأحوال ستمنحها الاستقلالية التي ترغب فيها، بعيداً عن بطاقة العائلة الخاصة بجميع إفراد أسرتها، وهو الدافع الذي جعلها تحضر لاستخراج بطاقة الأحوال. وعلى رغم ارتفاع وعي المرأة السعودية بضرورة استخراج بطاقة الأحوال، لم تلزم وزارة الداخلية بوجود إصدارها، وهنا قال الملافخ"بطاقة أحوال المرأة غير إلزامية، بل تستخرج حسب رغبة المواطنة، حيث إن الهدف الأساس من إصدارها هو التعريف بشخصية المواطنة السعودية أمام الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية التي تتعامل مع المرأة مباشرة من خلال العنصر النسائي". مطلوب تفعيل دور البطاقة وفيما اسهمت بطاقة أحوال المرأة في حل العديد من المشكلات وأعطت تسهيلات كثيرة للمرأة في كثير من معاملاتها لكنها لم تختلف كثيراً عن دفتر العائلة لعدم توافر أقسام نسائية تقوم بعمل المطابقة في بعض الجهات المعنية لتفعيل دور بطاقة أحوال المرأة. تقول أريج محمد معلمة في المرحلة الابتدائية"لقد استخرجت بطاقة منذ نحو سنة، ولكني لم استفد منها إلا في معاملاتي مع البنوك النسائية، أما في ما يتعلق بالجهات الأخرى فلم يفعّل دورها بالشكل المطلوب، إذ على رغم وضع أقسام للسيدات في العديد من الدوائر الحكومية، إلا أنها تفتقد وجود العنصر النسائي الذي يقوم بعمل المطابقة كما في المطارات وخلافه". وتشدد أريج على أهمية التأكد من شخصية وهوية المرأة في معاملاتها كافة لمنع انتحال الشخصية وخصوصاً في الفنادق والمستشفيات حفظاً على أمن وسلامة المرأة السعودية وحماية لها من أي مكروه. وتختلف معها نجلاء شاكر الموظفة في أحد المستشفيات بقولها"إن بطاقة الأحوال سهلت لها الكثير من المشكلات التي كانت تواجهها في معاملاتها البنكية, التي تتطلب إحضار معرّف لها في كل زيارة للبنك للتأكد من هويتها". و تضيف نجلاء، أن البطاقة أعطت المرأة حقها في المعاملات الشرعية والتجارية كافة التي كانت تحتاج إلى وجود معرف لها لإنهائها, ووفرت عليها الانتظار فيما لو كان ولي الأمر مشغولاً أو غير موجود. أما ابتسام عبد الله"ربة منزل"فتقول إن البطاقة الشخصية للمرأة السعودية في غاية الأهمية، وخصوصاً بالنسبة للسيدات اللائي تستدعي ظروفهن العائلية إثبات هويتهن بسبب فقدان العائل سواء الأب أو الزوج أو الطلاق أو الانقطاع العائلي لأي سبب كان. وأشارت ابتسام إلى أن وجود بطاقة للمرأة منذ سن مبكرة مثل الرجل يحميها من مخاطر كثيرة وخصوصاً إذا كان هناك تفعيل لاستخدام هذه البطاقة في معاملاتها مثل بطاقة الرجل. تسهيل المعاملات البنكية من جانبه، أكد ممثل للعلاقات مع العملاء في أحد البنوك التجارية السعودية في حديث إلى"الحياة"أهمية بطاقة الأحوال للمرأة وقال إن بطاقة أحوال المرأة سهلت معظم إجراءاتها ومعاملاتها البنكية فقبل إصدار البطاقة حيث كان يطلب من كل سيدة أن تحضر إلى البنك لتصرف شيكاً إحضار معرّف عنها لتتمكن من صرفه، وهذا المعرّف لابد أن يكون صاحب بطاقة العائلة ذاتها إما أب أو زوج من أجل تعريفها لموظف البنك خصوصاً إذا كانت العميلة غير معروفة لدى البنك. ويضيف قائلاً"إن أي سيدة بهذه البطاقة يمكنها إنهاء معاملاتها البنكية كافة، في الفروع النسائية من دون الحاجة لوجود من يعرفها، إضافة إلى هذا فقد حدّت بطاقة أحوال المرأة من حالات التزوير وانتحال الشخصيات التي كنا نعتمد على خبرتنا في كشفها في السابق، أما الآن فيمكن لنا تحويل أي سيدة نشك في أمرها للأقسام النسائية التي تجبرها على إحضار جواز السفر إذا لم توجد البطاقة معها للتأكد من هويتها, إذ تقوم موظفة البنك بعملية المطابقة التي تعد الأساس لإتمام الإجراءات البنكية. تاريخ إنشاء القسم النسائي أنشئ القسم النسائي في فرع أحوال منطقة مكةالمكرمة عام 1422ه، وتعمل فيه 22 موظفة سعودية، جميعهن حاصلات على شهادات جامعية. ويهدف القسم إلى تسهيل الإجراءات الخاصة بالمرأة السعودية في الأحوال المدنية، وكذلك إصدار البطاقات الخاصة بهن.