صدر قبل شهر تقريباً أمر سامٍ كريم من ولاة الأمر حفظهم الله بتعيين الدكتور سعيد المليص بالمرتبة الممتازة نائباً لمعالي وزير التربية والتعليم لتعليم البنين، وهو اختيار موفق، فالدكتور المليص أستاذ كريم وصديق عزيز دمث الأخلاق، سعدت بالتعامل معه عن قرب، وهو أهل للثقة الكريمة التي حظي بها، وقد لفت انتباهي خبر نشرته جريدة"الحياة"في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي الموافق 23/3/1426ه مصدره صنعاء، وقد تضمن تصريحاً لمعالي الدكتور المليص حول الأعمال المستقبلية لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي، الذي كان يترأسه قبل اختياره لمنصبه الجديد نائباً لوزير التربية والتعليم للبنين، وقد ورد الخبر كما يلي"أوضح المدير العام لمكتب التربية لدول الخليج العربي الدكتور سعيد المليص أنه خلال الدورة الجديدة سيبدأ المكتب بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم في تنفيذ خطة التطوير الشامل للتعليم في الدول الأعضاء". وقال: إن هذه الدورة تتمثل في برامج متعددة تعنى بتنمية جميع مناحي التعليم من المدارس والمناهج والمعلمين والطلاب، لافتاً إلى أن هذا العام وللمرة الأولى يطرح المكتب الشراكة المجتمعية في تنفيذ بعض برامجه في إيجاد بعض المؤسسات التربوية المدعومة من القطاع الخاص وإنشاء صندوق لتعزيز العملية التعليمية في الدول الأعضاء. وقال: إن المهرجان الذي اعتاد المكتب أن يقيمه ضمن الموسم الثقافي في كل دورة مالية يهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب بين الدول السبع الأعضاء والاستفادة مما توصلوا إليه من خبرات، مشيراً إلى ان فعاليات المهرجان تتضمن معرض كتب للمؤسسات التربوية وكتب الجامعات ودور النشر الكبرى، إضافةً إلى كتب علماء التربية، وذلك من أجل نشر الثقافة العلمية والمعارف التربوية بين مسؤولي ومثقفي الدول الأعضاء". وما لفت انتباهي حول ذلك الخبر والتصريح هو استغرابي من كون الدكتور المليص لا يزال يصرح باسم ومهام ومسؤوليات منصبه السابق، مع ما يتطلبه منه منصبه الجديد من الجهد والتفرغ العام، وهو أمر أعلمه كما يعلمه الدكتور المليص ويعلمه غيري وغيره، فبصفتي الشخصية وكوالد لطلاب يدرسون في التعليم العام وكمواطن، فإني أوجه الدعوة لمعاليه لأن يفرغ جهوده للتركة الآيلة إليه ومسؤولياتها في مجال المناهج وطرق التدريس والإشراف التربوي، والإدارة المدرسية وتطوير المعلم، والنشاط الطلابي، والتعليم الموازي، وغير ذلك من أعباء ينوء بحملها العصبة أولو القوة، في أمس الحاجة إلى العمل الدائب ليل نهار، خصوصاً وأن التحديات كبيرة، وان لتعليم البنين من التطلعات الكثير... والكثير. فمما هو معلوم إن صدر التكليف، فمن شأنه ان يلغي أي عمل آخر كان المكلف يمارسه قبله، وان في مكتب التربية من المؤهلين للاضطلاع بأعبائه الكثيرين، وكان بالإمكان تكليف أي منهم بإدارة المكتب، وهي مهمة ? كما هو معلوم - تنسيقية ليست ببعيدة عن المهام الأخرى المنوطة بأعمال مجلس التعاون الخليجي والعربي والدولي، وما تحفل به من أعمال إجرائية وتوفيقية وعموميات ليست في مستوى الإنجاز اليومي، كالذي هو على مستوى المسؤوليات والمهام الجديدة للدكتور المليص. وآمل إذا كان تعيين مدير جديد للمكتب مرتبطاً باجتماع وزراء التربية، الا يكون ذلك مستدعياً لمواصلة الدكتور المليص واستمراره فيه، وهو ما يخشى أن يكون على حساب عمله الجديد. خصوصاً وأن مكتب التربية منذ عهد معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، كان به نائب للرئيس هو الدكتور التويجري، وفي جامعاتنا ومؤسساتنا المحلية والخليجية أعداد كبيرة من المؤهلين في مجال التربية الذي يعتبر التخصص الأكثر من حملة الدكتوراة في المنطقة. أختم بأن محبتنا لمعالي الدكتور المليص، ويقيننا بأنه الرجل المناسب للمنصب الجديد الذي اختير له، هو ما يجعلنا على يقين وبينة، أنه لن يتمكن من إعطاء تلك المسؤولية حقوقها وواجباتها، الا من خلال تفرغه التام لها، وليس عن طريق توزيع العدالة بين المسؤوليات، منها ما هو صباحي ومنها ما هو مسائي، يكتفي في بعضها بتلقي الأوراق في البيت مناولة، والاطلاع عليها على عجل، ثم التوقيع عليها لتأخذ مسارها... فذلك ما نربأ بمثله عن مثل الدكتور سعيد المليص، الذي نعلق عليه من الآمال نحو المستقبل التعليمي لفلذات أكبادنا ما يحملنا على أن نخاطبه بمثل هذه الصراحة، التي أعرف في معاليه حبها وكرهه لما سواها، والله الموفق،،، * أكاديمي وإعلامي سعودي [email protected]