أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور أسامة بن عبد الله الخياط أن رفع الحرج مزية من مزايا دين الإسلام ومنقبة من أعظم مناقبه ومقصد من اجل مقاصده، ويكون في الأخذ به إقامة معاني الحنيفية السمحة. وحذر في خطبته في المسجد الحرام يوم أمس المسلمين من التنطع، مشيراً إلى أن"طابع الإسلام هو اليسر ورفع الحرج عن الامة ليرفع بذلك المعاذير وليسد ابواب التنطع ويغلق المسالك المؤدية اليه حتى لا يكبل المرء نفسه فيسقط ما رخص الله له لقوله تعالى"ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون"، وهذه الاية جاءت في احكام التطهر من الحدثين الاكبر والاصغر بعد الغسل الى مشروعية التيمم عند تعذر استعمال الماء او فقده إمعاناً في التيسير على المكلفين ورفع الحرج عنهم واشعاراً بوجوب الرخصة عند تحقق المشقة". وأكد الخياط أن نصوص رفع الحرج في الإسلام"تلامس وجدان أتباعه وتخالط بشاشة قلب المسلم، وتشعره بعظيم فضل ربه عليه وكريم رحمته به حيث جعل له طريق السعادة مذللاً وسبيل النجاة ممهداً لا يرهقه سلوكه من امره عسراً على النقيض من حال بني اسرائيل الذين اثقلت كواهلهم الاغلال التي كانت عليهم في شريعتهم كتحريم الاكل من الغنائم وقتل النفس الآثمة بالتوبة". وأضاف"هذه الامة امة مرحومة جعلها الله عز وجل امة وسطاً لقوله تعالى"وكذلك جعلناكم امة وسطاً" فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً في قومه اي اشرفهم نسباً، ومن الوسطية الصلاة الوسطى وهي افضل الصلوات وعندما جعل الله تعالى هذه الامة امة وسطاً خصها باكمل الشرائع واقوم المناهج، ورفع الحرج عن هذه الامة أتى ملائماً لفضلها وعدل شريعتها وعموم رسالة نبيها التي هي خاتم الرسالات، ومناسب لبقاء دينها وظهوره على الدين كله حيث هو منهج رباني كامل صالح لكل زمان ومكان مهما تباينت درجة رقيهم او اختلفت مراتب حضارتهم".