انتشرت في الآونة الأخيرة وصفة شعبية مكونة من أربعة أنواع من الأعشاب تقول عنها صانعتها نوير علي العقيلي إنها تشفي من الغرغرينا، وتقضي على سرطان الجلد وتحد من تآكله. العقيلي المتخصصة في الأدب الإنكليزي، والتي تعمل في إدارة الملفات في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية، تذكر أن والدتها كانت في الماضي خبيرة أعشاب، تقصدها النساء للبحث عن الاستشفاء من الجروح والتقرحات، وساعدها في ذلك تنقلها بين الأردن والعراق عندما كانت من البدو الرحل. وتروي العقيلي بداياتها في التعرف على هذا العلاج"أصيبت والدتي منذ ستة أعوام بارتفاع ضغط الدم والربو ومضاعفات السكري، وعلى أثر ذلك أصيبت بجرح نتج منه"غرغرينا"، وبتر الطبيب إصبعين من قدميها، ثم قرر بتر القدم اليمنى من أسفل الركبة، فتذكرت الأعشاب التي كانت والدتي تستخدمها في علاج بعض الجروح والتقرحات، وأقنعت والدتي بالعودة إلى تجريبها. وتضيف العقيلي"كنت أعقم منطقة الجرح، وأكرر وضع الأعشاب من أربع إلى خمس مرات يومياً وبعد مضي ما يربو على عشرة أيام شفي الجرح، وأجريت تحليلاً مخبرياً لوادتي للاطمئنان على صحتها، فأثبتت النتائج عدم وجود بكتيريا أو تلوث بسبب هذه الوصفة. وتؤكد أن"السيطرة على الغرغرينا في بداياتها مهمة جداً وفرص الشفاء ممكنة في شكل كبير، وقد لا تتجاوز مدة العلاج أياماً قلائل وتتوقف الغرغرينا ويلتئم الجرح"مشيرة إلى أن الحالات المستعصية التي مرت عليها أشهر عدة تحتاج إلى وقت أطول لنجاح العلاج. وتدعو العقيلي مراكز الأبحاث إلى تشجيع البحث العلمي وعدم تجاهل من يحاولون تقديم الحلول"ذهبت إلى أطباء ومتخصصين في مناصب مرموقة في مستشفيات سعودية، إلا أنهم لم يقتنعوا ولم يتيحوا لي الفرصة حتى لطرح الموضوع في شكل عملي، ويؤلمني وجود بديل للبتر ولا تهتم أي جهة علمية مختصة في السؤال عنه أو تجريبه". وتعتبر أن مراكز الأبحاث في السعودية لا تشجع الاكتشافات والبحوث العلمية"فكرت في مراسلة مراكز الأبحاث في بريطانيا، لأن الطب البديل موجود في الدول المتقدمة، أو في دول خليجية مجاورة مثل قطر أو الإمارات التي يتوافر فيها مركز متخصص للطب البديل". من جانب آخر، استطلعت"الحياة"آراء بعض مستخدمي هذه الوصفة العشبية، الدكتورة في إحدى الجامعات السعودية حصة، س أكدت أن أخاها البالغ من العمر 28 عاماً كان يعاني من عيب خلقي منذ الولادة لأن الشرايين والأوردة متداخلة، أصيب بجرح، فقرر الأطباء بتر يده لخطورة حالته، لكن بعد استخدام الوصفة بيومين لمسنا التحسن، والآن تجاوز العشرين يوماً وهو يشفى في صورة ملحوظة والتئام"، وأكدت أن أخاها سيسافر قريباً إلى دولة أوروبية ليعالج من مشكلة الشرايين فقط". ويتطرق محمود. ش إلى أن هذه الوصفة نجحت في إيقاف تمدد الغرغرينا في جسد والده المصاب بالسكري والضغط، إلا أن الاستجابة كانت بطيئة نوعا ما، منوهاً إلى أن"خمسة أشخاص جربوا هذه الوصفة قبل والدي وبتزكية منهم اقتنعت فيها، وأتمنى ان تؤخذ بالاعتبار". من جهته، قال مدير إدارة الطب البديل في وزارة الصحة الدكتور عبدالله البداح:"سمعت وقرأت عن هذه الخلطة، لكننا نحتاج إلى معلومات إضافية عن محتويات الوصفة عن طريق وزارة الصحة أو أي جهة أكاديمية موثوقة"، مشيراً إلى أن نجاح هذه الوصفة على مريض أو عشرة لا يعطينا الحق في القول إنها علاج مأمون العواقب، ومن المهم توافر عاملين حتى تجاز هذه الوصفة، أولاً ان تكون مأمونة، وثانياً أن تكون فعالة". وطالب البداح صاحبة الخلطة بالتوجه إلى جهات بحث أكاديمية مختصة يصدر عنها تقارير ناتجة عن بحث علمي مؤصل". ولفتت وكيلة كلية الصيدلة الدكتورة أمل فطاني إلى أن التداوي بالأعشاب إذا كان تحت إشراف جهات علمية فلا بأس به"من خلال خبرتي 20 عاماً في هذا الحقل مررت بتجارب مع التداوي في الأعشاب، بعضها كانت نتائجها ممتازة، لكن أعشاباً أخرى تسببت في الوفاة".