أكد السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين أن موقف روسيا تجاه الأوضاع في سورية «يفهم في بعض الأحيان بطريقة خاطئة، فروسيا تنتقد النظام السوري كما ينتقده الغرب وهي لا تقبل الأعمال القمعية وتطالب بوقف العنف ضد المدنيين، لكنها في الوقت نفسه تدعو الى الضغط على الطرفين». وشرح زاسبكين في حديث الى برنامج «أقلام تحاور» من «صوت لبنان» ظروف التصويت ضد مشروع قرار حول سورية في مجلس الأمن قائلاً إن المشروع الذي عارضته روسيا والصين «مبني على فلسفة أخرى تؤدي الى تصعيد الأوضاع في سورية، لأن القرار يركز فقط على الضغط على طرف واحد هو النظام وهناك اشارة الى امكان اتخاذ العقوبات من طريق مجلس الأمن»، مؤكداً أن «هذا المشروع خال من أي تسوية أو طرق مؤدية الى تحسين الأوضاع في سورية». وأوضح أن «روسيا حاولت أن تتعامل مع الغرب في اطار مشروعهم واقترحت عدم التدخل الخارجي العسكري وابتعاد المعارضة عن المتطرفين، لكنهم لم يقبلوا هذه البنود»، مؤكداً أن «روسيا مستعدة في المستقبل لمواصلة النقاش في مشروع القرار السوري». وأكد زاسبكين أن لروسيا كما لكل البلدان «مصالح في الشرق الأوسط الا أن هناك أولويات وهي حماية الشرعية الدولية وليس المصالح الاقتصادية أو العسكرية»، مشيراً الى أن حماية هذه الشرعية في ليبيا وسورية خصوصاً تعني «الدفاع عن نظام الاستقرار الدولي الذي بني خلال عهود من الزمن والذي تحرص روسيا على حمايته، وأهمية المصالح الروسية في الشرق الأوسط أقل بكثير من الاعتبارات العامة الأخرى». وشدد على أن هدف روسيا هو «الحوار المتساوي والمجدي بين النظام والمعارضة وهذا الأمر يجب أن يتجسد في نص المشروع وإيجاد صيغة لتثبيت هذا الأمر»، مجدداً «رفضه أي تدخل خارجي، ففي حالة ليبيا مثلاً تم تسريب الأسلحة الى المعارضة بعد وقوف مجلس الأمن ضد نظام القذافي وهذا ما لا تريد روسيا أن يتكرر على الأراضي السورية. أما بالنسبة الى وقف القمع والعنف من جميع الأطراف فيجب أن يكون موقف المجلس موحداً». وأبدى السفير الروسي «أسفه وحزن بلاده للقتلى الذين سقطوا في سورية»، مشيراً الى أن «روسيا بدأت جهودها لوقف العنف منذ أكثر من شهر ونصف الشهر وهي مستمرة». وعن امكان الحوار بعد أن ارتفع عدد الضحايا في شكل كبير، رأى أنه «توجد امكانية، فروسيا تبذل جهوداً وتواصل اللقاء مع المعارضة من خلال وفدين داخلي وخارجي». واكد «ترحيب روسيا بالربيع العربي لأنه حركة جماهيرية رامية الى الحرية وإيجاد نظام ديموقراطي جديد في العالم العربي»، وشدد على ان الوصول نحو هذا الهدف «ليس سهلاً وسيمر عبر مراحل ومحطات صعبة».