هل يشهد هذا الموسم عودة موضة ال"جينز" الأزرق الشبيه بالمستعمل ""used، أو الممزق "open work"، أو ذاك المدبوغ الذي يبدو ملطخاً ذا خصر قصير "low waste"؟ ما تشهده ظاهرة "الجينز" من تنوع ورواج بين الفتيات يدعو الى هذا التساؤل. وربما يدعم هذا الأمر ما يقوله مسؤول المبيعات في أحد المتاجر الكبرى في الدمام، "إن بناطيل الجينز تحتل المرتبة الأولى في المبيعات بين ستة أنواع مختلفة، ونسبة الأرباح فيها تزيد على 45 في المئة، وهذه نسبة مرتفعة خصوصاً أن نسبة 55 في المئة تتوزعها الأنواع الأخرى من البناطيل مثل الكلاسيكي والكاجوال والعادي". ويوضح أن "معظم الفتيات والشبان يميلون أيضاً الى شراء بناطيل "شبيهة بالمستعمل" أو "الممزقة في أماكن معينة مثل الركبة". وينطبق هذا على اختيار الألوان إذ تختار الفتيات اللون الأزرق الفاتح أكثر من الغامق. وترى فتيات أن بنطال الجينز "صالح للاستخدام في كل الأوقات والمناسبات". وتقول ليلى الصالح: "إنها تبدي اهتماماً بما يستجد من موديلات الجينز وتميل الى شرائه بالدرجة الأولى، فلا يمكنني الاستغناء عنه، ولا تخلو منه خزانة ملابسي". وتضيف أنها ترتديه في كل الأحوال، "بإمكاني ارتداؤه مع تي شيرت أو مع ثوب السهرة، فهو ملائم وأنيق من دون عناء، وبخاصة بعد دخوله في ملابس السهرة والبدل الرسمية". وتعتقد خلود القاسم أن "الجينز هو الموضة الأسهل والأكثر أناقة إذ يتماشى مع كل الأقمشة والألوان. ولا أخفي أنه المفضل لدي، ولا أمضي وقتاً كثيراً في الملاءمة بينه وبين القطع الأخرى التي ألبسها". وتبعاً للموضة الدارجة فقد عادت أيضاً موضة التنورة "الجيب" الجينز بلمسة السبعينات، والتي تتفاوت في الأطوال والقصات وتتشابه مع البناطيل من حيث الموضة. ويعد الجينز الصرعة الوحيدة التي يراهن على استمرارها، على رغم التحولات التي عاشتها الموضة منذ القرن السابع عشر الميلادي الذي شهد ولادة "الجينز" على أيدي البحارة الإيطاليين في "جنوا"، والذين ابتكروا بنطال الجينز من الأقمشة التي كانت تستعمل للبضائع أو للتخييم أو لصنع الأشرعة، بعد أن لاحظوا تلف البناطيل التي يرتدونها جراء السفر والعمل بشكل دائم. إذ قام أحدهم بحياكة بنطال من أقمشة التخييم، واستمر في ارتدائه فترة طويلة من دون أن يتلف أو يتغير، ما حذا بالآخرين أن يصنعوا مثله. وأشتهر بلبسه "الكاوبوي" رعاة البقر. فهو قماش غير مكلف إضافةً لأناقته وتلاؤمه مع الألوان والأقمشة كافة. ثم بدأ بارتدائه المزارعون العبيد في أميركا، إذ صنعوه من القطن الخالص بعد إكسابه اللون الأزرق، وأصبح سمة العمال في القرن الثامن عشر الميلادي، وعلامة التحرر في القرن العشرين، وهذا ما ساعده على الانتشار حول العالم قبل أن يتجرد من قيمته المعنوية، ويتحول إلى موضة. وتطورت صناعة قماش "الدينيم" المعروف بالجينز، وترجع أصل هذه الكلمة للغة الفرنسية serge de Nimes، إضافة للفوستيان ""fustian والذي عرف في المجتمع الأوروبي بقماش القطن أو الصوف. ومع تداخل الموضة الشرقية والغربية تطورت الأشكال والألوان، وأصبح بنطال الجينز هو العنصر الأساسي في خزائن الأعمار كافة، خصوصاً فئة الشباب. ولأن بناطيل البحارة كانت قديمة وممزقة فقد درجت الموضة بتمزيق ودبغ البناطيل ضمن صرعة الموضة العالمية التي استمرت إلى عصرنا هذا مما يعني أن الجينز موضة كل عصر.