لم تترك قوات الامن السعودية للمطلوب الرقم 25 عبد الرحمن اليازجي أي خيار سوى الاستسلام او الموت في العملية الخاطفة التي نفذتها باتقان شديد في السابع من نيسان ابريل في حي الصناعية القديمة جنوب مدينة الرياض. ففور تلقيها بلاغاً من احد المقيمين في الحي، سارعت قوة امنية الى المكان وانهت العملية في غضون 13 دقيقة، على رغم مبادرة المطلوب ومرافقه الشخصي تشادي الجنسية الى إطلاق النار وإلقاء قنبلتين يدويتين على رجال الامن. وكان اليازجي ظهر متخفياً في شكل يختلف كثيراً عن الصور التي وزعتها وزارة الداخلية إبان إعلانها عن قائمة ال26 قتلوا جميعهم في مواجهات باستثناء ثلاثة، وكذلك عن صور حديثة له. فقد كان قصير الشعر حليق الشارب والذقن، يرتدي بنطالاً وفانيلة بما ينسجم مع الفئة العمالية التي تقطن الحي وتعمل فيه. وأفاد شهود أن رجال الأمن حضروا إلى الموقع في ساعة مبكرة من صباح ذلك اليوم بناء على بلاغ تلقوه، وقامت دوريات أمنية بإغلاق الشوارع المؤدية إلى المنزل خوفاً من وصول مساندة ارهابية، لا سيما وأن المنزل يقع في حي يزدحم نهاراً نتيجة ورش إصلاح السيارات المنتشرة فيه. وبعيد وصولهم، اقتحم رجال الأمن غرفة صغيرة في الدور الأرضي من المنزل الذي يستقر فيه اليازجي طالبين منه تسليم نفسه من دون مقاومة، لكن مرافقه الشخصي التشادي الجنسية بادر الى القاء قنبلة يدوية على رجال الأمن الذين ردوا بإطلاق الرصاص، فاشتعلت النيران داخل الغرفة مما اضطره الى الاستسلام وخرج رافعاً يديه ووقف عند مدخل المنزل، فطلب منه رجال الأمن التقدم سريعاً الى الأمام والانبطاح أرضاً، إلا أنه أبلغهم بأنه بريء ولا يحمل أي سلاح، في حين انه كان يخفي وراء جسده الضخم رفيقه اليازجي الذي يحمل حزاماً ناسفاً على صدره ومعه قنبلة يدوية وسلاحاً شخصياً. وبدأ اليازجي بإطلاق النار على رجال الأمن، محاولاً الفرار على قدميه إلا ان عناصر الأمن كانوا له بالمرصاد، واطلقوا نيرانهم باتجاه الرجلين اللذين سقطا على الارض. وانفجرت قنبلة يدوية بالقرب من قدمي اليازجي كان يريد أن يقذفها على رجال الأمن، ثم لم يلبث ان فجر نفسه بالحزام الناسف. ولد عبد الرحمن اليازجي في 1976، وهو متزوج وله طفلان، وتدرب على فنون القتال في كشمير وأفغانستان في العامين 1998 و2001 حيث تلقى افكاره المنحرفة، وقدم إلى السعودية قبيل أحداث 11 ايلول سبتمبر. وفي السادس من كانون الأول ديسمبر 2003 اعلنت وزارة الداخلية قائمة من 26 ارهابياً احتل فيها المرتبة ال25. وهو ابن عم عبد الكريم اليازجي المعلن عنه في قائمة ال19 السابقة الذي وجد منتحراً في اعتداءات الرياض في 12 ايار مايو الماضي. وشارك اليازجي في معظم المواجهات مع رجال الأمن، وكان آخرها في منزل قتلت فيه قوات الامن السعودية عضو"اللجنة الشرعية"لتنظيم"القاعدة"عبد المجيد محمد المنيع المطلوب الرقم 18 في قائمة ال26.