التطعيس هواية ثانوية عابرة، قد تبهج طفلاً أو مراهقاً... أو "مجازفاً" محترفاً يقتني كل أنواع التجهيزات التي تمكنه من أن يخرج من تجربته هو ومن يشاهده على قيد الحياة، ولكنني لا أتمنى أن أعيش اليوم الذي أرى فيه ملصقاً دعائياً ينشر في سفارات السعودية في الخارج أو في المراكز السياحية الخارجية التي تتحدث عن السعودية، ويكون في الملصق صورة لمراهق يقود"وانيت بيتهم"أو"سوبر"أبوه الغافل وهو يعبر كثيباًً رملياً ومن دون أي معايير سلامة، ويعرف للسائحين على أنه رمز من رموز السياحة الداخلية في بلدي! فهذه الهواية التي غالباً ما تقام بطريقة عشوائية، خاصة في غياب التغطية الإعلامية التي كان رجال المرور في الماضي القريب يعتقلون روادها بسبب خطورتها على الفاعل والرائي وبسبب عدد الوفيات الذين ذهبوا ضحيتها، أصبحت وبقدرة قادر نوعاً من أنواع جذب السيّاح! سبحان من يغير ولا يتغير! وأي سيّاح هؤلاء الذين سيتركون مدائن صالح وشواطئ البحر والكورنيش ومتحف الجنادرية والمتاحف الوطنية الأخرى على رغم من محدوديتها خارج الرياض ليأتوا ويتجمعوا مع المتجمعين ليروا"عبود أبو جلمبو"وغيرهم من فتوات الحواري وهم يمارسون هواياتهم البطولية! ولكني أتمنى أن أعيش اليوم الذي أرى فيه كورنيش الخبر والدمام والقطيف وقد أزيلت عنها لوحات"ممنوع السباحة"وأن تنظف من إطارات السيارات والقوارير الزجاجية وتمشط لكي يتمكن المواطن والمقيم من أن يلمسا ماء البحر وليس النظر إليه والتصوير بجانبه فقط... وأتمنى أيضاً أن أعيش لأرى هذه الكورنيشات وقد انتشر على ضفافها متحف أو متحفان على الأقل يحكيان قصة المدينة الساحلية، ويكون فيهما مطعم خال من الأكلات السامة، ويوجد بهما نادل واحد على الأقل يعرف معني كلمة"ابتسامه".. ليس لمن شعرهم أشقر وأعينهم زرق فقط، ولكن حتى لمن شعورهم وأعينهم سوداء أو كانوا ممن يلبسون الشماغ ويكشرون في وجهه منذ أن يدخلوا عليه حتى وقت دفعهم للحساب... وأتمنى أن يطول بي العمر قليلاً أيضاً لأرى مرافئ لقوارب النزهة ومحطات للباراشوتات المائية، ومسابقات منظمة لل"غت سكيات"، وتكون إجراءات ترخيص نزول القوارب للبحر تأخذ أقل من ساعة! وأتمنى أيضاً أن أعيش سنة أو سنتين إضافيتين بعد ذلك، لأتمكن من أن أرى بقية أهل الشرقية في الجبيل والأحساء والخفجي والنعيرية أن يقولوا كلمتهم بأن فن"الهولو واليامال"وفن"الليوة والطاحونة"هي من الفنون الأفريقية الوافدة عليهم والتي لا تمثل أهل المنطقة الأصليين، حيث إن أهل المنطقة الشرقية لهم عرضاتهم التي تشبه إلى حد كبير العرضة النجدية المعروفة، مع تمنياتي الحارة للأخوة في المهرجانات الثقافية أن يتفهموا ذلك، ويقوموا على تصحيحه مع أهالي تلك المدن العريقة، وأنهم وإن لم يجدوا بداً من عرض الفنون الإفريقية الجميلة، ألا يتجاهلوا عرض فنون وثقافات أهل المدن الأصليين، [email protected]