انشغلت 25 طالبة يدرسن في الصف الثالث الثانوي في إحدى المدارس الحكومية في مدينة الخبر، بعقد لقاءات واجتماعات واتصالات هاتفية متواصلة. والهدف من هذه الاجتماعات لم يكن التحضير للاختبارات التي لم يتبق عليها سوى 30 يوماً، بل التحضير لحفلة تخرجهن من الثانوية العامة، واستعدادهن لدخول الجامعة،"هذا إذا توافر لنا مقعد في أحد المدرجات"على حد قول إحداهن ريم محمد. وتحاول الطالبات مواكبة نظيراتهن في المدارس الأهلية، اللواتي تحتفل مدارسهن بهن من خلال إقامة حفلة تخرج خاصة بهن، قبل انطلاق الاختبارات، بحضور أسرهن. ولأن المدارس الحكومية لا تقيم عادة مثل تلك الحفلات، أخذت الطالبات على عاتقهن إقامتها. ووقع اختيار الطالبات على أحد فنادق"الخمسة نجوم"في مدينة الخبر، لإقامة حفلتهن. وتبرر ريم الاختيار المكلف مادياً بأن"المرء لا يتخرج في الثانوية إلا مرة واحدة في حياته، لذا فالأمر يستأهل ان تدفع كل طالبة مبلغ 3 آلاف ريال 800 دولار، من اجل توفير لوازم الحفلة وحاجاتها". كما تبرر عدم اختيار مبنى المدرسة لإقامة الحفلة فيها بأنها"لا تتلاءم مع مثل هذه المناسبة". وتفسر زميلتها سارة سبب إصرارهن على إقامة الحفلة بالقول:"تلازمت في مدرستي منذ الطفولة مع عدد كبير من الطالبات، من خلال المراحل الدراسية الثلاث، والأخيرة منها تشكل لنا مفترق طريق، لذا من الضروري ان نجتمع سوياً مع أمهاتنا وعائلاتنا، لتكون الفرحة في شكل آخر عن الحفلة التي ربما تقيمها المدرسة، التي تتصف بالتقليدية، فلا يتخللها أي مرح". وعلى رغم قلة الخبرة في الإعداد لمثل تلك المناسبات، إلا ان ريم تسعى للخروج من المأزق، الذي تعرضت له مع زميلاتها، لإقامة حفلتهن قبل الاختبارات بأسبوع، فيما تعكف زميلتها روان على التنسيق مع محلات الزهور والشوكولاته، وكذلك التنسيق مع خبير في إعداد المسارح، إضافة إلى مهمة طباعة رقاع الدعوات. بينما أسندت مهام توفير المطربة التي ستحيي الحفلة إلى الطالبة نورة، التي تجري مفاوضات وصفتها ب"الصعبة"مع إحدى الفرق النسائية الشهيرة في المنطقة الشرقية، لإحياء تلك الليلة، إلا ان طلبها مبلغاً اعتبرته الطالبات"باهظاً"قد يحول دون الاستعانة بها. والاستعاضة عنها ب"موزعة موسيقية"DG. وعلى رغم ان ريم وروان ونورة وبقية زميلاتهن لم يتجاوزن ال 18 عاماً، إلا أنهن يمتلكن خبرة يؤكدن أنها"واسعة"في تنظيم الحفلات، ربما اكتسبنها من ذويهن اللواتي خضن هذه التجربة في حفلات الزفاف والخطوبة. ويتوقع ان تحضر الحفلة أكثر من 400 مدعوة، بمعدل 20 بطاقة لكل طالبة، فيما تصل تكاليف الفندق إلى 36 ألف ريال 10 آلاف دولار، حيث إن تكلفة الشخص الواحد تصل إلى 90 ريالاً 24 دولاراً. وتشترط المشاركات في الحفلة عدم دخول زميلاتهن في المرحلة نفسها، واللواتي لم يساهمن في الحفلة، وتقتصر الدعوات على عوائلهن وزميلاتهن من خارج المدرسة. كما تشترط الطالبات تفتيش المدعوات قبل دخولهن قاعة الحفلة، للتأكد من عدم وجود هواتف مزودة بكاميرا تصوير، وفي هذا الصدد يعتزمن الاتفاق مع متخصصات في الأمن"لمراقبة تصرفات، خشية من ضعاف النفوس اللواتي قد يشوهن فرحتهن". وتستعد الطالبات إلى مفاجآت ليلة الحفلة، ولعل من أبرزها رؤيتهن بعضهن بعضاً بزي غير"المريول"المدرسي، الذي اعتدن على رؤية بعضهن به. وستختار كل منهن أجود ما لديها من فساتين السهرة والمجوهرات الثمينة، رغم صغر أعمارهن، حتى لو كلفها الأمر آلاف الريالات فهي"ليلة لن تتكرر"على حد قول ريم. بيد أن إقامة حفلة الطالبات تواجه"معضلة"، قد تحول دون إقامتها، فالفندق اشترط عليهن جلب خطاب"عدم ممانعة"من"هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وهو نظام معمول به في جميع حفلات النساء في السعودية، وهن لا يعرفن كيف يحصلن على هذا الخطاب.