في عيونهم رغبات، وينتظرون أملاً يرسم أشعة الفرح في قلوبهم. يضحكون على رغم الأسى، ويبكون في صمت، وتمر الأيام عليهم، وتمحى أحداث وتطل أخرى، وتتداخل قصص أشخاص سكنوا خلف جدران"دار الرعاية الاجتماعية"في الدمام، و"المركز الصحي الاجتماعي"في سيهات، لكنهم رحلوا، ليس من المجتمع فحسب بل من الدنيا كلها. أما الباقون فينتظرون، وفي لحظات الانتظار يروون للقادمين قصصهم. فهم يعيشون في عالم آخر، يهيمن عليهم شرود ذهني غريب. يسرقهم ساعات طويلة بعيداً عن الزمان والمكان. وينتظرون انقضاء الساعات التي تفصلهم عن العالم الآخر. وعلى رغم أنهم تجاوزوا سنوات الطفولة منذ عقود طويلة، لكن بعضهم يعيشها اليوم. ربما يجدون في تلك السنوات"ماضياً جميلاً"في زمن"الجفاف". فالمسنون الذين يبلغ عددهم نحو 150 مسناً ويسكنون في كلا الدارين، يمثلون عينة من عشرات الآلاف من المسنين الذين يعيشون بيننا، ويعاني بعضهم عزلة، ويشتكون"عقوق المجتمع"لهم. لأجل هذا، اختارت اللجنة المنظمة لسباق الجري الخيري العاشر في المنطقة الشرقية المقام اليوم شعار"بروا آباءكم ليبركم أبناؤكم"، الذي سيخصص ريعه لدعم العجزة والمسنين. ويشارك في السباق الذي يرعاه أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، نحو سبعة آلاف متسابق. سيقسمون إلى ثلاث مجموعات، الأولى من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومسافة السباق خمسة كيلومترات، والثانية بالمسافة نفسها لكن يشارك فيها الأصحاء. والثالثة وهي الرئيسة ومسافتها عشرة كيلومترات، وينطلق السباق من كورنيش مدينة الخبر وصولاً إلى مقر مدارس الظهران الأهلية في الظهران، وهي الجهة المنظمة للسباق. وتعد دار الرعاية الاجتماعية في الدمام والمركز الصحي الاجتماعي في سيهات المرفقين الوحيدين اللذين يقدمان العناية للمسنين في المنطقة الشرقية، وتقع"الدار"في حي البادية، وتبلغ مساحتها نحو ألف متر مربع. ويتألف مبناها وهو حكومي من أربعة أقسام للرجال، ومثلها للنساء. وتضم قسماً للعلاج الطبيعي وعيادة طبية متكاملة ومطبخاً يطهى فيه الفطور والغداء والعشاء للنزلاء، البالغ عددهم 21 من الرجال و19 امرأة، إضافة إلى مغسلة ملابس ومسجد لأداء الصلوات. أما المركز الصحي الاجتماعي في سيهات التابع لجمعية"سيهات الخيرية للخدمات الاجتماعية"فيعد أقدم مشروع لرعاية المسنين على مستوى السعودية، حيث تأسس قبل 44 عاماً، ويقدم خدماته للمسنين من كل المدن، ويضم نحو 126 مسناً. واغتنمت"الحياة"المناسبة فقامت بزيارات الى المركزين وعادت بقصص المقيمين فيهما من النساء والرجال.