كشف المتخصص في الشؤون الفلسطينية سمير شاويش عن حقيقة ما يتعرض له المسجد الأقصى من تهديد في ظل سياسة صهيونية مدروسة لإزالته وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وذلك في محاضرة بعنوان"الأقصى في خطر"في مقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جدة أول من أمس. وقال: ان هذا في الوقت الذي تزايدت فيه التهديدات من جماعات المتطرفين من المستوطنين الإسرائيليين نحو المسجد الأقصى، متذرعين بالضغط على حكومة رئيس الوزراء أرييل شارون، لإجبارها على إيقاف مشاريعها المقترحة للانسحاب من قطاع غزة، وإجلائهم من مستوطناتهم في القطاع. وأوضح أن 86 في المئة من مساحة القدس استولى عليها اليهود، و4 في المئة المتبقي للعرب، و10 في المئة سلبته الدولة اليهودية من أجل المشاريع المستقبلية للقدس. وأكد أن أكبر كثافة يهودية تتمثل في المستوطنات المقامة في القدس، حيث يبلغ عددها 32 مستوطنة، وعدد المستوطنين 429.160 مستوطناً. وأشار المحاضر إلى الإجراءات التي تقوم فيها إسرائيل لتهويد القدس منها: خفض عدد المواطنين في القدس والضغط على الملكية، إذ أصدرت 57 رخصة بناء فقط خلال عامي 2003-2004، للشعب الفلسطيني في حين أصدرت ثلاثة آلاف رخصة بناء لليهود، إضافة إلى مصادرة الأراضي في القدس لعمل حواجز ومعابر حدودية، إلى جانب الضرائب الباهظة التي تفرض على المقدسيين، وعدم السماح بترميم بيوت القدس، وإذا سمحوا لبعض البيوت فالضرائب الباهظة التي لا تطاق تفرض عليهم، بهدف الضغط عليهم وإجبارهم على النزوح منها وإخلائها للمستوطنين. ولفت في المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المهتمين في قضية المسجد الأقصى، إلى أن الجمعيات الصهيونية المنتشرة في أنحاء العالم تنشط في تسويق المشروع الصهيوني الرامي إلى تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، عبر برامج ترويجية تهدف إلى تشجيع المؤمنين اليهود على زيارة المدينة المقدسة والاستيطان فيها، وتحقيق أحلامهم بالعودة إلى الأرض المقدسة، إذ تقوم ببيع مقابر لليهود في القدسالمحتلة، قائلة للمتطرفين: إن من دفن في القدس فهو من أهل الجنة، كما تقوم بتسويق الماء المقدس Holy water وهو ماء مأخوذ من القدس ومعبأ في قوارير ويباع لليهود والنصارى، إضافة إلى تسويق مشروع الحج إلى القدس ثلاث مرات في العام. وحث شاويش المسلمين على اليقظة واستيعاب حقيقة ما يُبيت للمسجد الأقصى وأن يتعاملوا مع هذا المخطط بجدية تامة، لأن العدو جاد في تنفيذ مخططه لتدمير المسجد وبناء هيكل النبي سليمان المزعوم مكانه. وذكر أن المتطرفين عندما منعوا من دخول المسجد الأقصى في أول نيسان العبري الموافق للعاشر من نيسان أبريل 2005، حددوا أول أيار مايو المقبل موعداً لاقتحامه، هذا فضلاً عن تحديد الصهيونية العالمية عام 2005 بأن يكون عام إزالة اسطورة المسجد الأقصى بزعمهم. وطالب المسلمين كافة بالتصدي لهذا المخطط وتقديم الدعم لمشروع شد الرحال مسيرة البيارق وهو مشروع يهدف لأعمار المسجد الأقصى بالمصلين وذلك بنقلهم من القرى والبلدات المحتلة عام 1948 إلى المسجد بواسطة حافلات لأداء الصلاة فيه. وكانت تهديدات المستوطنين اليهود باقتحام المسجد والصلاة فيه الأحد الماضي بمشاركة أكثر من عشرة آلاف مستوطن، ساهمت في استفزاز مئات ملايين المسلمين حول العالم، ودفعت بالمنظمات والأحزاب الفلسطينية للتهديد باستئناف أعمال المقاومة، عبر إطلاق انتفاضة ثالثة، على غرار الانتفاضتين السابقتين، لحماية المقدسات الإسلامية في المدينة، إضافة لاستنفار الفعاليات الشعبية للتظاهر ضد المحاولة. يذكر أن الانتفاضة الأخيرة جاءت على خلفية زيارة رئيس الوزراء الحالي أرييل شارون إلى المسجد الأقصى فترة تزعمه المعارضة في عهد رئيس الوزراء باراك، ما أثار ردة فعل غاضبة في الشارعين الفلسطيني والعربي تمثلت في انتفاضة الأقصى الأخيرة، وشهدت خلالها إعادة احتلال القوات الإسرائيلية مدن السلطة الفلسطينية.