"الانهيار سيكون أسرع مما نتوقع، مخلفاً وراءه ضحايا لا ذنب لهم". هذا رأي مجموعة ممن تزوجن من أجنبي. والمشكلة الأكبر، بالنسبة إليهن، هي مصير الأطفال في حال الطلاق أو وفاة أحد الزوجين. وتقول أمل فهد سعودية، وكيلة مدرسة المتزوجة من مصري الجنسية:"تزوجت سعودياً وأنجبت منه بنتاً، ثم حدثت بيننا مشكلات أدت إلى الطلاق. بعدها بنحو سنتين تزوجت من مدرس مصري وأنجبت منه 3 أولاد". وتذكر أن"سفرهم بعد تخرجهم في الثانوية العامة لإكمال الدراسة الجامعية، يشكل هماً ثقيلاً، خصوصاً أن جامعاتنا تكتظ بالطلاب، والقبول فيها يخضع لشروط ومعايير دقيقة، لا سيما لغير السعوديين، وأنا أشعر بالألم عندما يحين موعد اقتراب سفر أبنائي مع والدهم إلى مصر، ويراودني شعور بعدم الثقة برجوعهم إلى السعودية ثانية". أما فاطمة عبد العزيز فواجهت مشكلة في تأخر الموافقة على زواجها من لبناني. وتقول:"تسرعت كثيراً لأنني لم أفكر لحظة بأطفالي، ذهبت إلى لبنان وأقمت فيه مدة تتجاوز السنوات الأربع، ثم تلقيت خبراً من أهلي عن والدي فاضطررت إلى العودة، وكان ابني أحمد رضيعاً 8 أشهر. عند ذهابي إلى المطار منع ابني من السفر، لأنه لبناني ويلزمه تصريح لدخول الأراضي السعودية". هنا تبدأ المأساة والحيرة"بين طفلي وبين والدي الذي طلب رؤيتي قبل وفاته". قررت في النهاية ترك الطفل عند والده والسفر وحدها. وتتحدث عن مخاوفها من عدم قدرة أولادها على التوفيق بين العادات والتقاليد في المجتمعين اللبناني والسعودي. وتقول فتاة جامعية سعودية كانت على وشك خوض تجربة الزواج بغير سعودي، انها حسمت المسألة"كنظرة مصيرية". فهي كانت تتحدث إلى شاب بريطاني عبر الانترنت"أحاديث كانت عادية ومفيدة لي كطالبة، لكن قدم إلى السعودية لخطبتي بعدما كنت سبباً في هدايته إلى الإسلام". لم تصدقه في البداية حتى التقته في مكان عام مع صديقتها، وأصر على التعرف إلى عائلتها بهدف التقدم لخطبتها. وتضيف"حين شعرت بصدق نيته بدأت في التفكير في شكل جدي، فكرت كثيراً، وفي كل ما قد أمرُ به، من نظرة المجتمع وموقف أهلي إلى مصير أبنائي، فانتابني شعور بأن المسألة مصيرية ما دفعني إلى التراجع". لكن لفوزية نايف التي درست الطب في أمريكا قصة مختلفة. فهي الوحيدة بين 30 طالبة التي تزوجت من أميركي على رغم قلة فرص الزواج للطبيبات حينها. وتقول:"أثناء دراستي تعرفت إلى طالب أميركي يدرس في كلية الطب ودامت الزمالة، حتى جاء وقت التخرج المرتبط بقرار عودتنا إلى الوطن. توظفت في شركة سعودية، ثم استطاع الشاب الأميركي زوجها حالياً الحصول على عقد عمل في الشركة نفسها". واجهت رفض أهلها لفكرة زواجها من أميركي، إلا أن جدتها ساعدتها كثيراً في تغيير قرار الأهل والموافقة على زواجها، فتزوجت وأنجبت ثلاثة أولاد أكبرهم عمره 9 سنوات. واللافت انها لم تتحدث عن مشكلات تعاني منها. وتعتقد أحلام العبيدان غير متزوجة أن"المشكلات الناتجة عن زواج السعوديات من أجانب أصبحت ظاهرة يتحدث عنها المجتمع والإعلام في شكل واسع، ومعظمها مشكلات يواجهها الأطفال". وتستشهد بالمثل العامي"خذ من طين بلادك وحط على خدادك". وأجمع عدد من الفتيات على"استحالة زواجهن من أجانب خوفاً من أي اشكالات قد يواجهها أبناؤهم مستقبلاً.