عندما تتحرك اليد للكتابة على الورق، فإنها لا تكتب، أو بالأحرى لا تصدر أوامر برسم حروف أو رسوم أو خطوط تدل على معاني أو كلمات فقط، بل طريقة ترسم ملامح شخصية اليد الكاتبة. وأثبت بعض العلماء أن"الخط بصمة للشخصية"، وهي لا تقل أهمية عن بصمة الإصبع، أو بصمة حدقة العين، أو بصمة الصوت، وإذا أنعمنا النظر في كل هذه الأنواع من البصمات، سنجدها تندرج تحت ما يسمى بالأفعال"اللاإرادية"التي لا يتشابه فيها شخصان مهما كانت درجة القرابة بينهما. وعرف قديماً ما يسمى بعلم"اقتفاء الأثر"، وظهر حديثاً ما يعرف بعلم"الجرافولوجي"المعني بالاتصالات الإنسانية غير اللفظية. وهما علمان يخضعان للأسس والقواعد العلمية الموضوعية وذات الصلة، ويستندان إلى أصول منهجية يركنان إليها. الخبير العربي في جامعة هارفارد الأميركية في علم الاتصالات الإنسانية غير اللفظية الدكتور فؤاد أسعد عطية، حاصل على الدكتوراه في الاتصالات اللفظية واستشاري الهندسة البشرية، ويحمل لواء البحث في تطبيقات هذا العلم على الخط العربي، بعد أن كان مقتصراً على الخط اللاتيني إلى عهد قريب."الحياة"التقته وكان هذا الحوار... ما هو علم"الجرافولوجي"؟. وكيف كانت بداياتك مع هذا العلم؟ - علم"الجرافولوجي"هو العلم المعني بتحليل الشخصية من أشكال الخط، ويعتمد كغيره من العلوم السلوكية على الملاحظة، ثم ظهور نظريات وقوانين، وهو ما يطبق في علم"الجرافولوجي"، ويستند هذا العلم إلى حقيقة علمية تقول: إن ما يكتب على الورق ليس اليد، ولكن أعصاب اليد التي تأخذ أوامرها من المخ، فما نراه على الورق هو حركة الجهاز العصبي التي تظهر في أشكال محددة على الورق ومن هنا يبدأ فك شفرة هذه الأشكال، ودلالاتها من الناحية السلوكية والانفعالية والتعبيرية لدى الشخص، بمعنى أدق شرح"سمات الشخصية"، وكان توجهي إلى هذا العلم عندما أتيت لدراسة علم الاتصالات الإنسانية غير اللفظية، ويقصد بغير اللفظية هي عبارة عن علم الحركة، وعلم المسافات الذي يعرف بعلم"المياه الإقليمية"أي أنه يوجد لكل إنسان مياه إقليمية خاصة به، ولو عرفنا هذه المياه الإقليمية نستطيع التعامل معه بحسب شخصيته التي يتمتع بها، فالبعض يميل إلى العنف والحساسية، والبعض الآخر يتميز بالطيبة والكرم. ويعتبر هذا علم بحد ذاته. كيف نشأ علم"الجرافولوجي"؟ وما أهدافه؟ - هذا العلم شبيه بالعلم العربي القديم"اقتفاء الأثر"الذي يمكن من خلاله التعرف على الشخصية ويصفها من خلال آثار الشخص في الرمال أو بصمته، هل هو رجل أو امرأة، شاب أو شيخ، وهل يحمل شيئاَ ثقيلاً، وعمر هذا الأثر، وأشياء أخرى كثيرة وذلك بمجرد النظر. فعلم"الجرافولوجي"شبيه له ولكن من طريق الخط على الورق فإن ما نراه على الورق هو عبارة عن أشكال يرسلها المخ، وهذه الأشكال إذا ترجمت، فإننا نصل إلى التراكيب المختلفة للأشخاص الذين كتبوا. ولهذا العلم فائدة كبيرة في الشؤون الأمنية في أميركا، التي توزع الناس على الجيش الأميركي من طريق هذا العلم. ويستفاد أيضاً من هذا العلم في التوظيف، فمن الملاحظ عند التوظيف أنه من ضمن الطلبات خطابات مكتوبة باليد، ونحن في المنطقة العربية نضع هذا الطلب من ضمن الطلبات وذلك من طريق الروتين فقط، ولا نعي أن الفائدة من هذا الخطاب وجود شخص يحلل هذه الشخصية من خلال الخط وبعد ذلك يتضح هل هو ملائم لمثل هذه الوظيفة، وما الوظيفة التي تناسبه، وما مدى المهارات التي لدى هذا الشخص. وكذلك يستفاد من هذا العلم في أن الإنسان حين يستطيع التحكم بالخط، يستطيع أن يحلل أي شخصية تواجهه. ويفيد أيضاً الأطفال، إذ يجب أن يتعلم الطفل هذا العلم في سن مناسبة للاستيعاب، فنحن في العالم العربي نعلم الطفل الخط من سن صغيرة، وبذلك نكون شوهنا جهازه العصبي والجهاز العضلي كذلك، ونزرع فيه الخوف والكره، وكل ما هو سيئ وليس في مصلحته، فألمانيا تمنع تعليم الأطفال الخط قبل السن السابعة، وهذا المنع يكون بالقانون، أما نحن فنجعله يكتب وهو في سن الثالثة أو الرابعة. ويساعد هذا العلم أيضاً على التنبؤ بشخصية الطفل، وهذا مهم للأهل وللمدرسين. ويمكننا من خلال هذا العلم أن نضيف بعض التعديلات على الخط، بحيث نعيد له التوازن، وبذلك يكون التوازن بالسلوك وهو مرتبط بالجهاز العصبي الصغير له، لأنه يعبر عن نفسه، ويمكن من طريق الأشكال والألوان والرسم والخط أن نتحكم بشخصيته. هل يفتح هذا العلم للإنسان آفاقاً لتطوير ذاته؟ - نعم يمكن للإنسان التطور من خلال هذا العلم، لأنه يفتح لك نافذة على الشخص الآخر وعلى ضوئها تستطيع التعامل معه، وهذا بحد ذاته إيجابي ولا يستغرق تحليل تلك الشخصية أكثر من ثلاث دقائق، ويكون التحليل دقيق جداً. ونقلت هذا العلم إلى اللغة العربية لأن أصل هذا العلم لاتيني، وأكثر الناس الذين عملوا به هم الفرنسيون، واستغرقت 17 سنة لنقل هذا العلم من اللغة اللاتينية إلى العربية، وسبب ذلك التأخير أن اللغة العربية معقدة جداً بالشكل، ولا تقارن باللغة اللاتينية لأن الحركات الأساسية التي باللغة العربية 96، أما اللغة اللاتينية فلا يوجد بها سوى تسع حركات. ما مدى تأثير علم"الجرافولوجي"عليك في المنزل ومع المجتمع؟ - سأتكلم بكل أمانة، منذ بدايتي في دراسة هذا العلم بدأت أكتسب ثقة كبيرة بنفسي، ومرجعها أنه يوجد شيء اختلف في شخصيتي وهو أني عندما أرى أناساً أستطيع أن أتعامل معهم بالطريقة التي تناسبهم وأحكم سلوكهم بمجرد النظر إلى خطوطهم أو تواقيعهم. ما مدى الإقبال على علم"الجرافولوجي"عربياً وفي السعودية خصوصاً؟ وبالنسبة للجنسين الذكور والإناث؟ - أعتقد أن هناك مقاومة كبيرة لهذا العلم من كل الذين حضروا محاضراتي لأننا نقاوم كل ما هو جديد، ولكن في بداية الدروس ألاحظ تحول الناس 180 درجة، وتشدهم الحماسة لهذا العلم لأنني أدرسه بطريقة تسهل لهم تطبيقه، وعندما يطبق بنفسه تبدأ ثقته في هذا العلم وتزداد، وبذلك يبدأ العلم بالتطور مع تطور هذا الشخص، لأن هذا العلم يعتمد على الملاحظة، ولأن العين تنظر إلى أشياء وتعدها بتقدير القيمة التي وراءها وتترجمها وتفسر الألغاز الموجودة بالخط. وأرى أن النساء أكثر إقبالاً من الرجال على هذا العلم، لأنهن يمتلكن حماسة كبيرة جداً مدفونة في شخصياتهن. وبدأ الكثير من أصحاب الموارد البشرية ورجال الشرطة ينجذبون لعلم"الجرافولوجي". علامَ يعتمد علم"الجرافولوجي"في تحليل شخصية صاحب الخط أو التوقيع؟ - يعتمد هذا العلم على شكل الخط فقط، ولا ننظر إلى المستوى والنوع، فكل ما يوجد في هذا الخط يكون له دلالة في هذا العلم، ومن ضمن هذه الأشكال"ميول الخط، والمثلثات والدوائر الموجودة بالخط، والأخطاء الإملائية والنحوية الموجودة بالخط. وفكرة هذا العلم تكون بفك شفرة هذا الشخص المخفية. ولا يلزم حضور صاحب الخط لأنني دائماً ما تصلني خطوط على أوراق باللغات جميعها، وليس اللغة العربية فقط من طريق الفاكس فأحللها وأرسلها إلى الشخص الذي أرسلها من دون أن أراه. هل الإمضاء يعتبر كافياً للتعبير عن الشخصية؟ - بلا شك، هذا أمر بديهي، فالتوقيع بصمة واضحة للشخصية، ويعطي صورة دقيقة عنها، فالتوقيع عبارة عن عملية تحرر من قواعد الخط، ويعكس اتجاهات الشخصية ومعالمها وسماتها بدقة وأمانة، وبالتالي يمكن قراءة سمات الشخصية من خلال التوقيع بسهولة. هناك من يعتمد في توقيعه على كتابة اسمه في شكل واضح، وآخر يميل إلى تعقيد التوقيع وتشابك خطوطه... علام يدل ذلك؟ - إن الكتابة الصريحة للاسم تدل على وضوح صاحبها، وميله إلى الصراحة والبساطة، ويصل إلى أهدافه بخطوط مستقيمة، ولا يبذل مجهوداً في إخفاء حقيقته أو هويته، أو في التعبير عن ملامح شخصيته أمام الآخرين. تحليل كلينتون وهيلاري يتسع فضول الإنسان كلما كان الموضوع يتعلق بشخصيات لها تأثير في مستوى العالم، وبهذا العلم"الجرافولوجي"تم تحليل شخصية الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، ولوحظ صغر حجم خطه ما يدل على الذكاء في مهارات التركيز والتذكر، ولكن ميول الخط عكس اتجاه الكتابة يدل على وجود شخصية تعاني كبتاً عميقاً للرغبات، خصوصاً في المراحل الشبابية. وبالنسبة إلى السيدة هيلاري كلينتون فلوحظ كبر حجم الخط عن معدله الطبيعي ولكنه يتسم بميول معتدلة، وتكثر فيه الدوائر الكبيرة نسبياً، ما يدل على الإسراف في العلاقات الاجتماعية والمالية، ولكنها بصفة عامة شخصية تحب الوضوح، ولا تكف عن التفكير، فطاقتها العقلية عالية ويدل عليها ارتفاع الحروف فوق الخط. إلى ماذا ترمز هذه الألوان اللون الأحمر: إذا كنت تحب ذلك اللون فيعني ذلك أنك قوي وشجاع وأمين، وجريء، وتحب المغامرة والآخرين، وتتمتع بالخيال المجنح، كذلك تميل إلى التفاؤل وتحب الجماعة، كما انك تجد صعوبة في التوافق مع من يشبهونك، أما إذا كنت لا تحب هذا اللون فمعنى ذلك أنك سلبي في حياتك وفاشل، وتميل إلى الانزواء والانطواء. اللون البرتقالي: لون الأشخاص الطموحين، فإذا كنت تحب هذا اللون فأنت تعتز بنفسك وبكرامتك، ولديك كفاءة وقدر كبير من الإحساس. والنجاح هو مبتغاك، وتحب لفت الأنظار وممارسة النفوذ على الآخرين. أما إذا كنت تكره هذا اللون فهذا يعني أنك جدي في حياتك وتحب الأعمال العظيمة والأشخاص غير السطحيين. اللون الأصفر: في الأيام الماضية كان اللون الأصفر يدل على الغيرة والحسد، أما اليوم فأصبح اللون المفضل للأشخاص الأذكياء. وإذا كنت تطمئن إلى هذا اللون فيعني أنك خجول، وفي حاجة إلى مساعدة دائمة. وان كنت تنفر من هذا اللون فيعني أنك عملي وموضوعي وتحب كل شيء تنتفع منه. اللون الأخضر: إن كنت تحبه فأنت عاطفي تحب خدمة الآخرين والهدوء وتحنو على كل إنسان وصاحب طبيعة لطيفة، غير انك لا تحب الاعتراف بأخطائك.وإن كنت لا تحبه فإرادتك خائرة، وتبحث دائماً عن أصدقاء مخلصين لأنك تعاني من الوحدة. اللون الأزرق: هو لون النفوس الحساسة، وإذا كنت تحب هذا اللون فإنك تأخذ في غالبية الأحيان قرارات غير صائبة في أثناء تفتيشك عما ترغب، وأنت إنسان مخلص وصريح وصادق. تميل إلى الغوص في الأفكار الفلسفية. وإذا كنت تميل إلى هذا اللون في ملابسك فأنت تفتش في شكل خاص عن المباهج الفكرية أكثر من المادية. أما إن كنت تكره هذا اللون فمعنى ذلك أنك تميل إلى الاستقلال وطبيعتك غير مستقرة. اللون البنفسجي: هو لون العظمة، فإذا كنت تحب هذا اللون فأنت ذو شخصية صعبة، غير انك إنسان مثالي، ميال إلى الفن والابتكار، وثقتك بنفسك قوية. أما إذا كنت تكره هذا اللون فهذا يعني أن لديك مركب نقص، وانك لم تجد بعد شخصيتك الحقيقية. اللون البني: محبو هذا اللون أشخاص معقدون، وذوو شخصيات حازمة وقوية، وهم ماديون، ميالون للتفتيش عن عيوب الغير، يعنون بمظهرهم وعندهم أذواق خاصة بهم، كما أن إحساسهم من جهة التوفير خاص جداً. اللون الأبيض: هو لون ذوي الفكر الواضح، المنتبهين لكل شاردة وواردة، ومحبو هذا اللون لديهم رغبة عميقة في أن يستحوذوا على الإعجاب وهم حريصون على النظافة. والكارهون لهذا اللون يكرهون السذاجة والمظاهر البراقة. اللون الأسود: يرمز إلى التقاليد ويدل على احترام النفس والاعتزاز بها. ومحبوه ذوو إرادة قوية، ويعرفون كيفية فهم الآخرين، وهم غامضون ويريدون أن يحترم الغير حياتهم الخاصة، وهم يعرفون كيف يحترمون حياة الآخرين. أما كارهو هذا اللون فيحبون المرح والدعابة ويقبلون على الحياة ومباهجها، يحبون الطبيعة ولا يشعرون بالملل، وكل شيء يثير اهتمامهم. اعرف شخصيتك من خلال كتابة الحروف لو طلب من شخص كتابة اسمه وكان في أول اسمه حرف أ، وكتبها بعيدة عن بقية حروف الاسم فهذا يدل على ميله إلى الوحدة، وإذا كتبه مرة قريباً من الحروف، ومرة أخرى بعيداً عنها فهذا يعني أنه ضعيف الثقة بنفسه. والذي يكتب حرف ص أو ض في صورة مثلث يتسم عادة بالعصبية الشديدة، أما الذي يكتبها في صورة دائرة فهو كتوم وغامض، ولا يعبر عما بداخله بسهولة". أما إذا اتسعت الدائرة في الحرف فيدل ذلك على كرم هذا الشخص سواء في المال أو العواطف أو الإنتاج. وعندما يكون الخط منساباً في حروف مثل السين يدل ذلك على اتسام الشخص بالخجل وعدم الثقة في النفس. وعندما تسير الخطوط في اعتدال وانتظام على السطر يدل على أن صاحبها ذو شخصية سوية، وإذا مال إلى أسفل بشدة يشير هذا إلى إصابته بالقلق والاكتئاب، عندما يميل الخط إلى الارتفاع يشير إلى الطموح، أما إذا كان حرف أ تحت الحروف فيدل ذلك على خجله في الصغر ولا يزال يلازمه". كما أن الدوائر والزوايا الموجودة في الخط هي إحدى العلامات التي نركز عليها في التحليل، فإذا كتب الشخص حرف الصاد أو الضاد في صورة مثلث فهذا يدل على أن ضغط الدم عال ويتسم بالعصبية الشديدة، أما إذا كتب الصاد والضاد على صورة دائرة فهو شخص كتوم لا يعبر عما بداخله بسهولة، وهو غامض وغير صريح في التعبير عن المشاعر والأفكار. أما الدوائر في الخط، فتتوقف على درجة اتساعها، فكلما اتسعت الدائرة في الحروف والشكل دل ذلك على كرم هذا الشخص، ولا يعني أن يكون كريماً في إنفاق المال فقط، وإنما يمتد إلى البذخ في العواطف وغزارة الإنتاج.? وكلما ضاقت الدائرة كان من النوع البخيل سواء في المال أو العواطف أو أي شيء، وهذا النوع يصلح أن يكون تاجراً أو اقتصادياً ناجحاً، وإذا امتد الخط طويلاً في حروف عدة مثل س دل على أن الشخص خجول غير واثق بنفسه. أما إذا كانت الحروف فوق السطور وطالت عن الحد دل ذلك على السمو وارتفاع الروحانية، أما إذا كتب الحروف تحت السطر فإنها تدل على أن الشخص"بوهيمي"يميل إلى المشاعر الحسية. وإذا سارت خطوط الإنسان في خط معتدل على السطر وبطريقة منتظمة دل ذلك على أن صاحبها ذو شخصية سوية معتدلة في كل شيء. أما إذا مال الخط عن السطر واتجه إلى أسفل في ميل شديد دل على إصابته بالاكتئاب والقلق، أما إذا مال الخط إلى الارتفاع بميل ملحوظ فيدل ذلك على أن صاحب الخط طموح يرجو أن يحقق أحلامه ويعمل من أجل ذلك. وفي حال كانت الحروف زوايا حادة فإن ذلك يدل على الخلل العقلي أو ضعف النفس، وإذا زادت الدوائر في الكتابة دل على أنه كتوم وطاقته في الاندماج مع الناس ?قليلة، أي أنه غير اجتماعي.