قال مدرب علم الجرافولوجي وأحد كبار المدربين في هذا العلم ظافر الجربوع أن دورات تحليل الشخصية عن طريق الكتابة اليدوية من أقوى دورات التنمية البشرية ومهارات الاتصال غير اللفظي المقصود بها (التعرف على الآخرين دون الحاجة للتكلم معهم وحوارهم)، حيث انه يمكن للشخص أن يكتسب مهارات عالية في الاتصال غير اللفظي في فترة زمنية قصيرة لكن مع الممارسة الجادة لقواعد هذا العلم، موضحا أن الشخصية هي مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره. وأشار إلى أن علم الجرافولوجي يستطيع أن يظهر العديد من السمات والصفات الشخصية للإنسان مثل: النظام التمثيلي (بصري – سمعي – حسي)، الحالة النفسية، المزاج، التجاوب العاطفي في المشاعر، الطاقة العقلية، أنماط التفكير، الكفاءة الوظيفية، الطاقة البدنية، الدوافع والاحتياجات الجنسية والحسية، التوجه نحو تحقيق الأهداف، قوة الإنجازات، المهارات القيادية والاجتماعية، مهارات الاتصال الإنساني، المخاوف والدفاعات، المحفزات، الخيال، النزاهة والاستقامة والصدق، المواهب والمهارات، عادات العمل، موضحا أن كل هذه العوامل وغيرها يمكن للخط أن يعكسها، فالخط مثل بصمة الأصابع لا يمكن أن تتطابق لدى الأشخاص المختلفين، لذا فإنه يعبر عن الشخصية الفردية والمختلفة بيئيا ووراثيا والتي تختلف من شخص إلى آخر. وبين الجربوع أن هناك أنظمة تختص بتحليل ودراسة الكتابة اليدوية منها: فن دراسة الخط التكاملي: ويطلق عليه أيضا (الإشارات الثابتة) و(مميزات نمط الرسم) و(النظام الفرنسي) و(التحليل الجزيئي) و(النظام التكاملي)، والنظرية الأساسية في هذا النظام تتعلق بمميزات الشخصية عن طريق نمط الرسم، وهناك فن دراسة الخط الشمولي: ويطلق عليه أيضا (فن دراسة الخط الجشتالت)، والنظرية الأساسية في هذا النظام مبنية على أساس الشكل العام للكتابة، الهوامش، الحركة، والمسافات، وهناك التحليل الرمزي: والنظرية القائمة في هذا النظام تعتمد على الأشكال الرمزية كالتوقيع والأشكال الفنية في الرسالة، وأي شكل رمزي آخر أثناء الكتابة. وأضاف "هناك أساسيات لتحليل الخط وهي، الأشكال الهندسية وعلاقتها بالنفس البشرية، مقدار الهوامش من جميع الجهات الأربع، حجم الخط أو الحرف، مقدار قوة الضغط على الورق، ميل أجزاء الحروف التحتية والفوقية من على السطر، ميل الخط واتجاهه أهو نحو أم عكس اتجاه الكتابة، مقدار تشكّل الحلقات الهوائية للحروف، هل الكتابة متناسقة والكلمات موصولة بطريقة جيدة، ما مقدار المسافة بين الحروف والكلمات والأسطر". وحول ما يخص التوقيع في عملية تحليل الشخصية، أوضح أن التوقيع عبارة عن كتابة اسم الشخص بطريقة خاصة تعطيه قدرا كبيرا من الحرية في التعبير بعيدة عن التراكيب الأساسية لبنية الحروف الأصلية في الغالب، كما أنه يغني عن كتابة اسم الشخص في بعض الأحيان، ومنها شروط دراسة وتحليل التوقيع لمعرفة مشاعر صاحب التوقيع والتعرف على معالم شخصيته وحول حقيقة هذا العلم من عدمه بين الجربوع في حديثه أن هناك الكثير من اللغط حول هذا العلم كحال الكثير من العلوم الإنسانية والحديثة التي صدرت إلينا من الغرب كالبرمجة اللغوية العصبية (NLP) والطاقة ونحوها، فالبعض يؤيد هذا العلم والآخر يرفضه وهناك قسم ثالث توقف فيه من حيث الحقيقة والتأصيل العلمي والواقع، فنحن نأخذ العلوم الإنسانية فما وافق شرعنا ولم يعارض عقيدتنا الإسلامية أخذنا به واستفدنا منه في خدمة الإنسان فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذ بها وما عارضه ألقينا به عرض الحائط. وأفاد أن من أسباب ضعف علم الجرافولوجي كثرة المدربين الذين لم يمارسوا التدريب وأخذها بمدة يسيرة، وتساهل الجهة التي تدرب، وضعف المادة العلمية وشح المصادر العربية لهذا العلم، وقلة العلماء والمختصين العارفين الممارسين، وغيرها من الأسباب الأخرى.