بمجرد مغادرة أبناء بلدة القرين في منطقة القصيم إلى أعمالهم، سواء في داخل المنطقة أو خارجها، تنقطع كافة الاتصالات بينهم وبين ذويهم، ما يجعلهم يعيشون تلك الأيام في توتر دائم. ويعود السبب في ذلك إلى عدم توافر برج للجوال في البلدة، واقتصار الهاتف الثابت على عدد محدود من الأهالي، على رغم كثرة سكانها. هذا الوضع اضطر الكثير من الأهالي إلى التوجه إلى بلدة مجاورة للقرين لإجراء اتصال عبر الهاتف الجوال، ولكم أن تتخيلوا حجم المعاناة عندما يقطع شخص نحو 20 كيلومتراً ليستطيع سماع الطرف الآخر بوضوح. طبعاً هذا بالنسبة للاتصالات الضرورية، أما غيرها فيكتفي صاحب الجوال بالتخمين حول سبب الاتصال عند رؤيته الرقم، فسواء أجاب عن الاتصال أم لا، الأمر سيان. الغريب أن شركة الاتصالات السعودية حددت منذ أشهر عدة موقعاً ليكون مقراً للبرج المنتظر، إلا أنها لم تركب البرج, وحذت حذوها شركة"اتحاد اتصالات"، حيث استأجرت موقعاً لإنشاء برج جوال, ولكن الأهالي متخوفون أن يكون مصير الموقع كسابقه. أيضاً تفتقر البلدة إلى المياه المحلاة, وكما هو حاصل مع الهاتف الجوال يتكرر مع المياه، فالقرى المجاورة للقرين ينعم سكانها بهذه المياه, بينما نشتري نحن مياه التحلية من الصهاريج، ولا يخفى ما لذلك من تأثيرات سلبية على الوضع المادي للأهالي, علماً أن هناك من يستخدم المياه المالحة لعجزه عن الإيفاء بمستحقات أصحاب الصهاريج, حيث يبلغ متوسط قيمة مياه التحلية 800 ريال شهرياً، أما في الصيف فتتضاعف الكلفة بشكل واضح. القرين - سلطان خلف الناقي