منذ فترة طويلة، وفي أيام الرئاسة العامة لتعليم البنات، صدرت موافقة على إطلاق أسماء أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات على المجمعات المدرسية. وأذكر أني علقت على ذلك بأنها خطوة إيجابية حققت مطلباً سبق طرحه، وتمنيت في تلك الفترة أن تكون المسميات على جميع المدارس سواء مجمعات أو فردية لجميع المراحل قياساً على مدارس وزارة المعارف في ذلك الوقت. وعلى رغم مرور مدة ليست بالقصيرة على دمج الرئاسة بالوزارة، فلا تلك ولا هذه أعادت النظر في تفعيل تلك الموافقة، وذلك بتحويل مسميات مدارس البنات من أرقام إلى أسماء، وكأن المرأة مجرد رقم، فلماذا لم تنفذ، هل هو كون تحويل أسماء مدارس البنات من الأرقام إلى أسماء من ضمن الدراسات التي لا تزال قائمة. إن إطلاق أسماء أمهات المؤمنين رضي الله عنهن والصحابيات الجليلات قياساً على أسماء الصحابة في مدارس الأبناء أمر له أهميته في جيل النساء المقبل للقدوة، وإن كان الفارق كبيراً، ولكنه تكريم لأسماء نساء عظيمات. وآمل الأخذ بجدية في هذا الأمر، وهو لا يتعدى العودة إلى ملفات سابقة، وإعادة الاعتبار إلى قرار منسي، وبالمناسبة أتمنى عند إطلاق أسماء أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ألاّ يتكرر ما هو قائم في مدارس الحرس الوطني للبنات، فهي خطوة إيجابية جيدة، لكن يؤخذ عليها أنها لم تأخذ في الاعتبار عند إطلاق اسم أم المؤمنين أو الصحابية الجليلة رضي الله عنها، أن تعطي تقديرها ومكانتها، حيث أنه تم إطلاق أسماء بلا تميز. إن مكانتهن العظيمة وكونهن قدوة صالحة للمرأة المسلمة حيث وضع اسم المدرسة على لوحة كبيرة أو في المداولات الرسمية كتب مثلاً هناك مدرسة باسم زينب بنت محمد، فكم واحدة اسمها زينب بنت محمد، وأي تميز بين هذه وتلك، وهكذا بقية أسماء أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات. وأرى عند تطبيق أسماء أمهات المؤمنين أو أسماء الصحابيات الجليلات أن تسبق باسم السيدة أو أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر مثلاً، نتمنى بتكرار الأماني التي لم تتحقق أن يؤخذ في الاعتبار تحويل المدارس النسائية إلى أسماء لا أرقام، ولا ننسى أيضاً البحث في تاريخنا الإسلامي أولاً، ثم المحلي عن أسماء لنساء خدمن مجتمعاتهن، واقترح أن تكون من بين الأسماء مدرسة باسم نورة بنت عبدالرحمن شقيقة الملك عبدالعزيز رحمه الله التي ساعدته ووقفت إلى جانبه لتكون قدوة في المشاركة بالرأي، ثم لا ننسى الشاعرات العربيات المسلمات أمثال الخنساء التي دفنت أربعة من أبنائها الشهداء أو أي امرأة شاركت في نهضة بلدها تستحق أن يطلق اسمها على مدرسة، هو مطلب ملح، ووزارة التربية والتعليم يهمها في هذه المرحلة النهوض بالمرأة في جميع المجالات.