أخ هجر شقيقه ... وفتاة هجرت خالاتها ... هل تقبل حسناتهما؟! أنا عندي سؤالان: الأول: هو أنني لا أتكلم مع أخي"فنحن متقاطعان منذ فترة ليست بالقصيرة، وأكلمه كلاماً مختصراً"مثل الوالد يبغاك"، الوالدة"تبغاك"، وهذه المقاطعة خالية من الكره، حيث إن كلامي معه ليست به جدوى، والكلام كما تعلمون يجلب السيئات وغيره. الثاني: هل يقبل عملي الصالح؟ وهل يغفر لي ربي ذنوبي يوم الإثنين؟ علماً أنني خجول من الرجعة. - تذكر أنك مع أخيك متقاطعان إلا كلاماً مختصراً، وأنك لا تكرهه، وأن الحديث معه لا يفيد"لأن الكلام يجلب السيئات. - أخي الفاضل قطيعتك لأخيك محرَّمة لا تجوز، وكفى إثماً أنك مقيم على معصية الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث"متفق عليه البخاري 6077 ، 6237 من حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه وأما قولك إن المقاطعة ليس فيها كره، فهذا غير صحيح"لأن القطيعة تولد الكره وتضخم المشكلة، وتجلب العداوة ويفرح بها الشيطان، والأعمال ترفع يوم الإثنين والخميس إلا ما كان بين المتشاحنين فلا يرفع لهما عمل صالح حتى يصطلحا، انظر مسلم 4652، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه. أخي الكريم لماذا ترضي الشيطان ونفسك، وتغضب الرحمن وتقاطع أخاك ابن أمك وأبيك؟! ولو كان أبعد الناس عنك فإنه يحرم عليك هجره، فكيف بأخيك الشقيق، تذكر أنك تخجل من الرجوع معه إلى الإلف، والحديث يقول إن المؤمن الصادق هو الذي لا يجد في نفسه أي حرج لإرضاء ربه وصلة رحمه، لو أن الناس كلهم سخروا منه أو غضبوا عليه فإنه يقدم محبوب الله ورضاه على هوى نفسه والشيطان والناس، فارجع إلى أخيك واصطلح معه وكن أنت صاحب الخيرية يقول النبي - صلى الله عليه وسلم: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"انظر الحديث السابق، وكن المسامح الذي يعفو، والصابر والمغالب لنفسه، وجاهد هذه النفس فإنها هي سبب العلل. وفور قراءتك لهذه الرسالة صالح أخاك، واكتب لي لتبشرني بهذا، شكر الله سعيك وأصلح حالك. زواجي أغضبهن ... فماذا أصنع؟ أنا متزوجة من ابن خالي، عندما حدثت الخطبة حصلت مشكلات بيننا وبين خالاتي، فهن خمس خالات، حاولنا اجتناب المشكلات معهن، ولكن بلا فائدة، فهن دائماً يتحدثن عني، ويقلن كلاماً سيئاً، لا يسيء إلى خلقي، ولكن يسيء إلى زوجي، فمثلاً أن زوجي لم يكن لديه شقة عندما خطبني - والحمد لله - بعد الخطوبة وفقنا الله، وهكذا، يعيبوننا من ورائنا، ، لا ندرى ماذا نفعل؟ غير أننا اجتنبناهن فلا نزورهنّ، ولا يزرننا، حتى تم زواجنا فتوقف الكلام، وذهبت أمي إليهن، وصالحتهن جميعاً، ولكنهن لم يأتين أيضاً، فهل علي أنا الأخرى أن أذهب إليهن علماً بأنني أحلم بهن، وأنا مشتاقة إليهن، ولكن أخشى بعد الرجوع إليهن حدوث مشكلات بيني وبين زوجي، فهن أبكينني سنتين كاملتين. - أذكرك - أختي الكريمة - ببعض الجوانب المهمة لمثل هذه القضية، أسأل الله - عز وجل- أن يفرج عنا وعنك، فأقول: 1- إياك أن تتداخل الأمور لديك، فحياتك مع الزوج شيء، كما أن البيئة المحيطة بكما شيء آخر، ومن الخطأ الجسيم أن نخلط بين الأمرين، أو أن نترك أحدهما يؤثر في الآخر، لذا فأوصيك ألا تدعي مجالاً لسوء خلق خالاتك أن يؤثر في علاقتك بزوجك، وألا تضعي عليه اللوم في شيء هو لا يملكه أصلاً. 2- على المرء أن يتقي الله قدر ما يستطيع، هذا في حق الله، فكيف في حق الناس، قال - تعالى -: فاتقوا الله ما استطعتم التغابن : 16 ، فإذا كنت تتعرضين للأذى منهن، فعليك أن تقومي بزيارتهن، وصلتهن، قدر ما تستطيعين، فإذا كنت لا تقدرين على زيارتهن إلا ثلاث أو أربع مرات شهرياً فلا تكلفي نفسك أكثر من ذلك. 3- سأل أحد الصحابة - رضوان الله عليهم- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أن له قرابة يصلهم، ويقطعونه، فقال له الرسول - عليه الصلاة والسلام-:"لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المَلُّ ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك"رواه مسلم 2558 من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - والمَلُّ هو: الرمل الحار. وهذه الحال هي أكمل الحالات، وأعظمها أجراً، وهي التي يتضح فيها الإخلاص لله - تعالى- لا رياءً ولا سمعة"لأنه يقوم بصلة الرحم، قربة لله، وصبراً على أذى أرحامه. 4- عليك أن تسألي الله الصبر والإعانة، وأن تصبري على ذلك، قال - سبحانه: إن الله مع الصابرين البقرة: 153، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:"ما وجدنا طيب عيشنا إلا بالصبر"، فالصبر يحصل الخير العظيم، والمعية الربانية، ثم الظفر والفوز، في الدنيا والآخرة، وضد الصبر التذمر، والتسخط، والاستعجال، وهذا لا يغير من الأمر شيئاً، بل ربما زاد الطين بلَّة. 5- عليك بالدعاء في مواطن الإجابة كالسجود، وبين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، فالدعاء هو عدة الصابرين، وذخيرة الشاكرين، وأكثري من قول الله - عز وجل: ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً الفرقان : 74 فهذا هو والله مفتاح الفرج، وهو المنحة الربانية من رب البرية، أن هدى عباده للتضرع إليه، والتوسل إلى جنابه. 6- راجعي نفسك - يا أختي- إن كنت فرطت في شيء من الواجبات، أو سقطت في بعض المحرمات، فالمعاصي ومخالفة أمر الله هي رأس كل شر وبلية، ولها أثر كبير في حصول الوحشة والنفرة بين الناس بعضهم بعضاً، وما يدريك لعل الله ابتلاك بذلك حتى ترجعي إليه وتتوبي إليه، قال - تعالى-: وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم البقرة: 216 وقال الشاعر: وربما صحت الأجساد بالعلل. ففتشي في نفسك، واستعيني بربك. والله - تعالى- أعلم.