الاستشهاد بالنقص والتحريف لا يفي بسم الله الرحمن الرحيم اطلعت صباح الأربعاء 14محرم 1426ه الموافق 23 شباط فبراير 2005 في العدد 15303 الصفحة 31 وتحت عنوان ألا يُحالفون... ويوالون؟ للزميل داود كاعين، ولإحساسي برغبته الواضحة في الوصول للحق أكتب معقباً: أورد عدداً من الاستشهادات شد انتباهي أنه ساقها وفيها بعض النقص والتحريف كما ورد ذلك في ذكره للآية رقم 171 من سورة النساء فيها إضافة غير موجودة في أصل الآية، وأحسب أن القارئ الكريم يدركها بكل عفوية، ثم تغافل عن ذكر تتمة الآية حيث يقول تبارك وتعالى: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا. ويستشهد بقول نسبه للمصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث يقول: ولا تجادلوا أهل الكتاب، والأصل أنها آية محكمة من كتاب الله القرآن الكريم: يقول الرب سبحانه: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون العنكبوت: 46. ولا أحسبه ? من خلال ما كتب ? ممن ظلم بل لعله يدرك أن إيمان المرء المسلم لا يكمل حتى يؤمن بكامل الكتب السماوية التي أنزلت على الرسل ? عليهم السلام ? ومنها الإنجيل، شريطة أن تكون سلمت من التحريف والتعديل والتبديل، وكذا الإيمان بكل الرسل من الله من تعرف منهم ومن لا تعرف ومن أولئك بكل تأكيد المسيح عيسى بن مريم ? عليه السلام. ومن المعلوم أن جميع الشرائع التي جاء بها الأنبياء نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لأحد من الناس أن يعمل بغير الشريعة التي جاء بها القرآن الكريم والسنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه: قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين سورة النور، آية:54. وقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار". وبعد هذا، فإنه لا يخفى على علم الزميل داود أن في القرآن من الآي ما هو مطلق وما هو مقيد وفيه ناسخ ومنسوخ وفيه محكم ومتشابه. أما ما يخص الموالاة فالأمر فيها يطول جداً، ولكن لنتأمل جميعاً في ما يقوله الحق جل جلاله: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. سورة المائدة، آية: 51. غير أن الدين الإسلامي بتعاليمه السامية قد حفظ لكل حقه فليس مقصود الموالاة والمعاداة سفك الدماء واستباحة الحرمات وأكل الأموال. وأخيراً فهذه دعوة خاصة للزميل داود وغيره من الراغبين في الحق أن يتأملوا هذا الكتاب المعجز والمحفوظ بحفظ الله فهو كلام الله لهم ونور وهداية للناس... كل الناس بكافة طوائفهم ونحلهم. وفق الله الجميع لما فيه رضاه، والسلام عليكم أولاً وأخيراً. المحاضر في كلية الدعوة والإعلام ? الرياض المحرر: أمر الرسول بالرفق بأهل الأديان المسالمة. وأمر أبوبكر بعدم هدم الصوامع أثناء غزوات الشام، وأقام عمر المسجد بجوار الكنيسة وذكر القرآن أن منهم من تفيض أعينه عندما يسمع ذكر الله. وما وضع الرفق في شيء إلا زانه.