لم يكن رأي المهاجم السعودي المعتزل ماجد عبدالله، المنشور في حوار صحافي إبان التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في أمريكا عام 94 عن زميله آنذاك حمزة إدريس، نتيجة مجاملة له، بل كان وفق قناعة بقدرات حمزة الذي كان يلعب آنذاك في فريق أحد من المدينةالمنورة، ولا يزال في بداية مشواره الكروي، إذ قال ماجد:"سيكون حمزة إدريس المهاجم الأول في الجيل السعودي القادم". وتحققت نبوءة ماجد في إدريس الذي ارتدى القميص الاتحادي أواخر عام 97 بمبلغ وصل إلى مليونين و600 ألف ريال، عقب منافسة من النصر الذي كان يبحث عن مهاجم يخلف ماجد الذي اعتزل في العام ذاته، وبما أن إشادة ماجد بحمزة، لاقت آذاناً صاغية لدى النصراويين إلا أنها لم تصل إلى مرحلة النهاية، عقب نجاح الاتحاد في الظفر بخدمات حمزة، الذي استطاع وخلال فترة قصيرة لم تتجاوز السبع أعوام مع الاتحاد، أن يسجل اسمه أفضل لاعب في عصر الاحتراف السعودي، من حيث الفائدة الفنية وقلة المبلغ المادي، إضافة إلى إسهاماته الفعالة في تحقيق بطولات مع فريقه. ولاقى حمزة انتقادات كثيرة في الموسم الأول الذي انتقل فيه إلى الاتحاد، إذ لم يشارك مع الفريق إلا في مناسبات قليلة جداً لدواعي الإصابة، ليصب الجمهور الاتحادي جام غضبه على إدريس، ووصفوه بالصفقة الفاشلة، لكن رده لم يتأخر كثيراً، واستطاع في الموسم الثاني عقب تعافيه من الإصابة وتحديداً عام 99، أن يقود فريقه إلى تحقيق رباعية شهيرة، لم يستطع النادي حتى الآن تكرارها، حيث حقق الفريق كأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد أمام الشباب، وأتبعها بكأس الأندية الخليجية السادسة عشرة للأندية أبطال الدوري، محققاً لقب الهداف، وألحقها بلقب بطولة كأس الكؤوس الآسيوية التاسعة أمام تشونام دراغونز الكوري بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، قبل أن يختتم ذلك الموسم الزاهر بتحقيق لقب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين أمام غريمه التقليدي الأهلي بهدف من دون رد. وأضاف حمزة للخزانة الاتحادية بطولة الدوري مجدداً عام 2000 أمام الأهلي مرة أخرى، ليعود عام 2001 ويضيف 3 بطولات لفريقه، الدوري والكأس وكأس السوبر السعودي المصري، ولم يكتف بذلك بل حقق حينها لقب هداف الدوري السعودي برصيد 33 هدفاً، مسجلاً رقماً شخصياً لم يستطع أي لاعب الاقتراب منه حتى الآن، ليقوده ذلك اللقب إلى الظهور عالمياً محققاً، جائزة ثالث هدافي العالم. ويبدو أن حمزة شعر أن لقب الدوري أصبح احد ممتلكات فريقه الشخصية، حينما قاده للفوز به للمرة الخامسة عام 2003، وفي عام 2004 حقق الاتحاد لقب كأس ولي العهد، وأتبعه بكأس السوبر السعودي المصري. ويبدو أن لقب دوري ابطال آسيا بنسخته الجديدة استهوى حمزة ورفاقه كثيراً ونجحوا في تحقيقه في العام ذاته بخماسية شهيرة، لا تزال تسكن الذاكرة الرياضية، وفي العام ذاته ظفر الفريق بلقب بطل دوري أبطال العرب وهو الذي استعصى كثيراً على الاتحاديين. وكثيراً ما حاول حمزة إعلان اعتزاله إلا أن طلبه يواجه بالرفض جماهيرياً وإدارياً وكان عام 2000 وأشهرها أثناء قيادته لهجوم المنتخب السعودي في اللقاء النهائي لكأس آسيا بلبنان، حينما أضاع ضربة جزاء، وقرر وقتها الاعتزال، لكن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد رفض ذلك، وواسى حمزة بالكثير من الكلمات التي أعادته للتألق من جديد. وجاءت محافظة الاتحاد على لقبه بطلاً لدوري أبطال آسيا 2005 لتمنح إدريس فرصة المشاركة في مونديال أندية العالم الثاني، والذي سيشهد توديعه للملاعب الخضراء، عقب مشوار مميز توجه بالعديد من الانجازات وكذلك تأمين مستقبله، إذ يملك حمزة حالياً العديد من العقارات في المنطقة الغربية، موزعة بين مدينتي جدةوالمدينةالمنورة، ولم يحدد وجهته عقب اعتزاله، إلا أن المؤشرات تؤكد تسلمه لمنصب المشرف العام على كرة القدم في نادي الاتحاد خلال الفترة المقبلة.