تعود جذور مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية التي تم تأسيسها بأمر ملكي في 1983 إلى ما قبل ذلك التاريخ بعقدين من الزمان، إذ كانت البداية في مكتبة عامة، أنشأها المؤسس أمير منطقة الجوف السابق الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري خلال 1963 في سكاكا، سعياً منه للاسهام في نشر الوعي والعلم والثقافة بين أبناء منطقة الجوف. وأصبحت هذه المكتبة المعروفة حالياً باسم دار الجوف للعلوم، صرحاً علمياً وثقافياً متميزاً في المنطقة، إذ تبلغ مساحتها نحو2350 متراً مربعاً وتضم قسمين كبيرين منفصلين، أحدهما للرجال والآخر للنساء. وارتفع رصيدها من الكتب والمراجع حتى تشرين الثاني نوفمبر2000 إلى ما يزيد على 92 ألف مجلد، ونحو 250 دورية، إضافة إلى ما تضمه الدار في مجموعتها الخاصة من الوثائق والمخطوطات والطوابع والخرائط والرسائل والكتب الأصلية للرحالة الذين مروا بالمنطقة، إلى جانب مجموعة نادرة من النقود المعدنية. وأصدرت المؤسسة مجلة"أدوماتو"وهي مجلة أثرية محكّمة، نصف سنوية، تختص بآثار الوطن العربي، صدر العدد الأول منها في كانون الثاني يناير عام 2000. ونشرت المؤسسة عدداً من الدراسات المتعلقة بمنطقة الجوف مثل ترجمة كتاب الرحالة النمساوي الويس موسيل"الصحراء العربية"، وكذلك دراسة معمارية أثرية"حي الدرع في دومة الجندل"للباحثة حصة بنت عبيد الشمري، ومجموعة قصصية للأديب عبدالرحمن الدرعان، ودراسات عن نقوش قرية"قارة"الثمودية للدكتور سليمان الذييب ، وجار حالياً استكمال ترجمة كتب الرحالة الأجانب الذين مروا بالجوف إلى اللغة العربية. وتقدم المؤسسة جائزة الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للتفوق العلمي، على هيئة بعثة دراسية إلى الولاياتالمتحدة سنوياً، لأحد المتفوقين في الثانوية العامة من أبناء المنطقة.