هناك شريحة من الكتّاب ولن أقول من المثقفين يكتبون بدرجة كبيرة من التملق، وصل حجم التعقيد فيها أن يفكر القارئ في الاستعانة بآلة حاسبة او مترجم، ليفهم ما يريد أن يقوله هؤلاء! في البداية، لاحظت ان هؤلاء يكتبون في الصفحات والأعمدة والزوايا الثقافية وأحياناً الفنية، وأتذكر على سبيل المثال، تعليق أحدهم لا يحضرني اسمه في نقده لرواية"بنات الرياض"التي أثارت جدلاً واسعاً في الساحة الأدبية والثقافية والاجتماعية... بل والشبابية اذ قال:"هذه تركيبة تكشف عن بنية معقدة، هي في عمقها تقابل ذهني للبنية الاجتماعية"...! والله إنني أكتب لكم هذه الأسطر وأنا أقهقه من داخل أعماقي... من شدة استغرابي وتعجبي من هذه الكلمات"الزحلية"! يا أخي حرام عليك! ما هذه الكلمات؟ وما هذه الجمل؟ أنت تتحدث مع من؟ و بأي لغة؟ هل هذا كلام يفهمه الإنسان العربي الطبيعي أو حتى غير الطبيعي؟ أم أنت تتحدث مع قراء من كوكب آخر أم ماذا؟ وللأسف بدأت أكتشف وجود مثل هؤلاء"المتفنزقين في البلقلق الفقشي"في ردهات الصحافة الرياضية أيضاً! فالمشكلة أن هناك أشخاصاً يعتقدون أن التملق... وإضافة بعض الكلمات والجمل المركبة التي تشبه إلى حد كبير"معادلة كيماوية للمنجنيز المسائي في الصباح المنشكح"، هو ميزة ثقافية ترفعهم وتميزهم في عالم الصحافة، وتزيد من بريقهم الثقافي! وأنا أقول لهم:"والله محد درى عنكم!"ريحونا وريحوا أنفسكم، واهبطوا إلى الأرض، وتحدثوا مع الناس بلغة مفهومة ولهجة متواضعة... ولا تتملقوا وتستغلوا ضعف بعض محرري الصفحات لقلة المواد الصحافية والثقافية المتوافرة لديهم، ما أدى إلى عدم وجود غيركم في الساحة الثقافية... المظلومة! تخيل يطلع علينا بعد كام يوم صحافي رياضي"برجوازي زحلي"يحلل المباراة، ويقول بدأ الشوط الأول بلفة أقحوانية مزبرجة بتركيبة هجومية على القاع الأملس...! يا أخي والله أحسن لنا نحلل المباراة في مختبر مستشفى... ولا نحللها عند أمثال هؤلاء... على الأقل مختبر المستشفى ممكن يطلع نتيجة مفهومة بالأخير! ممكن مثلاً تطلع النتيجة ان مستوى المباراة يرفع الضغط! أو ان مستوى التحكيم يسبب مرض السكر! أما المثقف الزحلي والله ما راح نأخذ منه لا حق ولا باطل...! والبلوى الكبرى، هي انك إذا انتقدتهم واعترضت طريقهم... اتهموك بالسطحية والجهل وقلة الثقافة... وكالوا لك التهم"المنجنيقية"والأوصاف"السرمدية المترنحة في غياهب الدهاليز المتشرنقة..."! فهمتوا شي؟.. طبعاً لأ.... ولن تفهموا حتى لو أتيتم بآلة حاسبة وحسبتم هذه الكلمات.... التي أصلاً ستكون نتيجتها بالآخر"صفر"وعلى الشمال بعد! قال إيش؟ قال"في عمقها تقابل ذهني للبنية الاجتماعية"! يا عمي ريحنا بس! بلا هم... إحنا ناقصينك؟ خلنا نفهم جدول الدوري الحين... وبعدين يمدينا عليك... إنت الحين إرجع زحل.. وسنناديك في أول تغريزه.. علشان"تدف معانا"... خبرك... طلعات البر قربت...! [email protected]