شهدت سوق المسابيح نمواً كبيراً خلال السنوات السابقة حتى بلغ حجم مبيعاتها السنوية نحو عشرة ملايين ريال، كما شهدت السوق دخول فئات عمرية كثيرة كمشترين للمسابيح، فبعد أن كانت المسبحة في السابق يقتنيها كبار السن فقط أصبحت الآن في أيدي الشباب والفتيات أيضاً. يقول رئيس شركة جوهرة الرياض للجواهر والمسابيح خال الحسينان الذي يعمل في المجال منذ 25 عاماً إن الإقبال تزايد على المسابيح في شكل كبير بنسبة تجاوزت 40 في المئة على الأعوام الماضية. وكانت في الماضي تقتصر على كبار السن أما في الوقت الحاضر فيقتنيها كل الفئات حتى أن النساء اشتد إقبالهن على أنواع مميزه منها. وأضاف الحسينان أن للمسابيح أنواعاً كثيرة أجودها الذي يتم صنعه من الحجار الكريمة، وأسعارها تتراوح بين ألفين وعشرة آلاف ريال بحسب الإكسسوارات المزودة بها من الذهب والألماس، ولها الكثير من الهواة، خصوصاً أن الإقبال تزايد في السنتين الأخيرتين، مشيراً إلى أن الألماس الأسود أجوده، يأتي بعده الزفير ولونه أزرق، والروبي العقيق والزمرد ولونه أخضر واللؤلؤ بلونيه الأبيض والأسود، كما أن هناك أنواعاً أخرى عليها طلب كبير منها الكهرمان وهو نوعان الترابي والأصفر ذو الحشرات ويستورد من روسيا. ويفضل كثير من الشباب مسبحة الحشرات على رغم ارتفاع سعرها الذي يصل إلى سبعة آلاف ريال، وهناك نوع آخر يسمى التوباز ومنه أنواع عدة سموكن توباز، وسترين. وأضاف الحسينان أنهم يستوردون الحجار من الصين وتايلاند، أما الكهرمان فمن روسيا،"كما أننا نستورد الفيروز من إيران، وهناك أنواع من الحجار الكريمة تستورد من مصر وسورية ولبنان، وإسبانيا نستورد منها المرجان من جزيرة ميوركا، وهناك أنواع أخرى تصنع في السعودية في مكةالمكرمة والمدينة وكذلك في مهرجان الجنادرية". ولفت الحسينان إلى أن المسابيح الرخيصة تكثر في مكة ولا يتجاوز سعرها عشرة ريالات بسبب العمرة والحج، أما الثمينة فإنها تكثر في العاصمة الرياض لدى محال الجواهر ويفضلها رجال الأعمال للوجاهة واستخدامها في المناسبات الرسمية. وكشف الحسينان أن نسبة إقبال الرجال على المسابيح تبلغ 85 في المئة، بينما النساء 15 في المئة، موضحاً أنهن يفضلن موديلات خاصة وإكسسوارات نسائية، وأن اللون الأحمر هو المفضل لديهن، وأنها أصبحت موضة. أما الشباب فيفضلون اللونين الأسود والكحلي، ويسمى أونيكس وسعره لا يتجاوز 500 ريال، بينما كبار السن يفضلون اللون البني الذي يطلق عليه"عين النمر"، وأغلى المسابيح هي الألماس الأسود الذي يتجاوز سعره 30 ألف ريال. من جهته قال تاجر المسابيح محمد محفوظ إن الإقبال زاد على العام الماضي، وأصبحت المسبحة محل اهتمام الكثيرين، والدليل على ذلك انتشار الكثير من المحال في مختلف مناطق السعودية، بينما كانت محال المسابيح تعد على الأصابع. ويقدر حجم سوقها بنحو عشرة ملايين ريال. وللمسابيح أنواع كثيرة منها التجاري ويتخصص فيه أهالي المنطقة الغربية من السعودية، ويباع للحجاج وزوار البيت الحرام، وأسعاره رخيصة. وهناك المسابيح الشعبية التي يعشقها الشباب وتتراوح أسعارها بين 50 و300 ريال. وهناك مسابيح مخصصة للهواة الذين يعشقونها ويتجاوز سعر بعضها 15 ألف ريال، وكبار السن يعشقون نوعاً يسمى"السندلس". وهذه الأنواع منها ما يستخرج من البحر كالمرجان واللؤلؤ وخشب اليسر والكهرمان من أعماق البحار ومن الشجر، وكذلك تصنع بعض المسابيح من النباتات مثل خشب جوز الهند ويسمى"كوك"وخشب الزيتون، وكذلك من الحيوانات كالعاج وناب الفيل وعظام الجمال وقرون الجاموس، وكذلك ظهر السلحفاة، وهو أحدث نوع من المسابيح، وهناك أنواع منها تستخرج من الأرض وهي العقيق والجاد والفيروز والصدف.