لم يتبق على بداية العام الهجري الجديد سوى بضع أسابيع، ويحل وعد المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بإطلاق 39 معهداً تقنياً عالياً في عدد من مناطق ومدن السعودية. وكل المعلومات المتوافرة تؤكد أن المعاهد جاهزة لتقديم 23 تخصصاً تقنياً تؤهل المرأة لأعمال مهنية في مجال خدمة النساء. ومما لا شك فيه أن المعاهد المهنية تستقطب أعداداً كبيراً من مخرجات التعليم العام في دول العالم، وتمد بلدانها بالكوادر المهنية المؤهلة في قطاعات شتى، لدرجة أن معظم العمالة الوافدة إلى السعودية هي من مخرجات المعاهد الصناعية والمتخصصة في الأعمال المهنية. وستصبح الكرة في ملعب الفتيات الباحثات عن فرص عمل كريم، لإثبات جديتهن بأخذ فرصتهن كاملة في سد حاجة أسواق العمل النسائية، التي تقدم خدمات تنفرد الوافدة بالاستيلاء على ثمرتها. أثق أن البنات أكثر مهارة من الأولاد في الأعمال الحرفية والمهنية، وخصوصاً التي تتعلق بمجالاتهن واستخداماتهن الشخصية، لكن خوفي أن يكون مصير مخرجات المعاهد النسائية المهنية، مشابهاً لمصير المعاهد المهنية الخاصة بالأولاد. فعلى رغم مرور أعوام على افتتاح كليات تقنية ومعاهد فنية ومخرجات بالآلاف الا أن سوق العمل لا تزال تعتمد على الأيدي العاملة الوافدة، ولا توجد ثقة في مخرجات تلك الكليات والمعاهد، ومن وجدت فرصته من هؤلاء الخريجين فهو ممن أدخلتهم الشركات في سلسلة دورات تطويرية حتى تستفيد من خدماتهم. إذاً آلية التدريب والتطبيقات العملية ومواكبة المستجدات في مجال المهنة وجهاز التدريب المحترف، هي الرهان للحصول على مخرجات قادرة على المنافسة والإقناع، سواء لأرباب العمل أو للمستفيدين من الخدمة الذين لا يقبلون أي خطأ. المطمئن أن عدداً من صاحبات المشاغل النسائية التي ستستقطب نسبة كبيرة من مخرجات المعاهد النسائية، أبدين خلال لقائهن مع"الحياة"ترحيبهن بالفتاة السعودية المهنية المؤهلة لاستلام الأعمال المهنية في مشاغلهن، ولكن اشترطن الحرفية والتدريب العالي، وفق ما طالبن به في حلقة اليوم. "الحياة"لم تقصر الاستطلاع على أراء شرائح من المجتمع حول ما شرعت"المؤسسة"في تنفيذه على أرض الواقع وإعداد العدة له، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، إلى مهن غير المطروحة ضمن أجندة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. الوظائف التي ناقشن تقبل المجتمع لها هي مهن مثل النجارة والسباكة وغيرها من الحرف اليدوية التي ظلت لسنوات طويلة حكراً على الرجال، فكان هناك تباين حولها، فشاب يرفض بتاتاً ممارسة المرأة لها، وآخر يرى أنها ضرورة حياتية يجب أن تجيدها المرأة، وغداً ستقرؤون تفاصيل أكثر عن هذا التباين. وزارة العمل كان موقفها إيجابياً من هذه المهن، بل رأتها ضرورة لسد حاجات المدارس والفروع النسائية للجامعات السعودية والإدارات الحكومية، متوقعة أن هؤلاء البنات سيحفزن الشباب على التوجه إلى الأعمال الحرفية. وأيضا حلقة الغد ستكشف تأييد صندوق الموارد البشرية لمثل هذه المهن، وأنه مستعد لدعم مشاريع الفتيات وتدريبهن. [email protected]