على أمل أن يكتسب خريج الثانوية العامة المهارة العالية في العلوم الحاسوبية، فإنه يحرص على الالتحاق بكلية علوم الحاسب الآلي، ولكن عالم الخيال يختلف عن الواقع. فالطالب يجد نفسه أمام صعوبات عدة، في مقدمها التدريس باللغة الإنكليزية التي يعتبرها الأساتذة"لغة العصر والتقنية ولا يمكن الاستغناء عنها". ويتساءل طالب المستوى الرابع في كلية الحاسب الآلي في جامعة الامام محمد بن سعود، حسين الشامل:"لماذا يصرون على التدريس باللغة الانكليزية، مع أن اللغة العربية قادرة على توصيل المعلومة؟"، ويضيف أن مادتي الرياضيات والفيزياء يفهمهما الطالب بشكل أفضل إذا كانتا باللغة العربية. ويوافقه الرأي الطالب عبدالرحمن البراك قائلاً:"إن الجانب النظري بحاجة إلى اللغة العربية". ويقول الطالب فائز محمد العنزي:"أستوعب المحاضرة، ولكن ليست لدي القدرة الكافية للتعبير عنها"، ميراً إلى أنه عندما يصعب عليه فهم نقطة معينة يلجأ إلى اللغة العربية ليسأل عنها. ومن جانبه، يرى طالب المستوى الثاني فهد الشمري أنه"ليس لدى الطلاب الأساس القوي في اللغة، فمحاضرة مدتها ساعتان لا نفهم إلا خمسة في المئة منها فقط، ولذلك نعتمد على حفظ كلمات وجمل لا نعرف معانيها". ويذكر الطالب عبدالرحمن البراك أن الطلاب يتفاعلون بشكل أفضل مع الأساتذة الذين يشرحون الدروس بالعربية والانكليزية معاًَ. ويرى رئيس قسم نظم المعلومات في الكلية الدكتور صالح الزهراني أن"التكنولوجيا منتج غربي يعتمد على الإنكليزية، والشركات بعد التخرج تطلب ذوي الكفاءات في هذه اللغة، لذا نمنع منعاً باتاً أن يتحدث أي أستاذ داخل القاعة باللغة العربية". ويضيف:"نتميز وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عن الجامعات الأخرى بالتدريس بالإنكليزية، ونرى مصلحة الطالب فيها". واستطرد موضحاً:"أما إذا كان الطالب يريد التخرج بالعربية فليذهب إلى الجامعات الأخرى". ويرجع الدكتور الزهراني هذه المشكلة إلى"الفجوة بين التدريس الثانوي الذي يعتمد على التلقين، والجامعي الذي يُعطى فيه الطالب رؤوس المواضيع وليس تفاصيلها". ويضيف:"تحوّل الطالب من المنهج العربي إلى الإنكليزي مع أن مستواه ضعيف في اللغة الإنكليزية، إضافة إلى أنه لا يبذل الجهد المطلوب لتعلمها خارج الجامعة ولا داخلها".