نشرت"الحياة"يوم الجمعة 7-11-1426ه خبر تراجع الداعية الشيخ الدكتور عائض القرني عن قراره الاعتزال، بعد أن دعاه محبوه إلى قراءة"لا تحزن"، وبعد أن تناقلت الصحف خبر اعتزاله بقصيدة"القرار الأخير". وعندما سئل في إحدى الصحف عن السبب الذي دفعه لهذا الإعلان، قال"تلقيت اتهامات عدة، فالحداثيون يعتبروننا خوارج، والتكفيريون يشنعون علينا بأننا علماء سلطة". وإذا عرف السبب بطل العجب، ذلك أن الشيخ القرني رجل آتاه الله مفاتيح القول، وفتح عليه المغاليق، وأجرى على لسانه الفصاحة والحجة والقدرة على الإقناع، وتوافرت فيه كل صفات الداعية الفقيه والمصلح والناصح والمرشد المحب لدينه ووطنه وأمته، ولا أزكي على الله أحداً. وهو أعلم الناس بأنه لو اهتدى على يديه رجل واحد لكان خيراً له من حمر النعم، والدعاة إلى الخير والحق والفضيلة معرضون للفتنة والأذى والشتم والقذف، ومن بين ذلك تلون الأقاويل، ولكن مَن مثله في وسعه أن يصبر ويحتمل ويحتسب، طمعاً في الأجر العظيم والجزاء الأوفى من الله سبحانه وتعالى، وليخسأ الطغاة البغاة الحاقدون. محاولة الأمير سلمان بن عبدالعزيز إثناءه عن الاعتزال خطوة مباركة وعزيزة من رجل كبير صاحب قلب كبير وفكر مستنير، يترجم اهتمام القادة بالعلماء والفقهاء والدعاة الخطباء والبلغاء والأدباء والفصحاء حفظ الله الجميع. وكان تراجع الشيخ القرني قراراً صائباً حكيماً، نفع الله به الاسلام والمسلمين. [email protected]