"تعرف من يُحبها ومن يكرهها" بهذه العبارة بدأت سمر بركات 19عاماً حديثها عن قطتها التي تقتنيها منذ ستة أعوام، وتقول بهذا الخصوص:"أحضر لي بعض الأصدقاء قطتي منذ أن كان عمري 13 سنة، وتعلقت بها وأحببتها كثيراً، وكنت أرعاها دائماً وأحرص على تنظيفها وإطعامها بشكل يومي، كما كنت أُحضر لها حلاقاً خاصاً بالحيوانات من العيادات البيطرية، ليقص لها شعرها الكثيف الذي كان يغطي وجهها وعينيها". حال سمر بركات هي حال كثيرات وكثيرين في مدينة جدة، اختاروا القط ليكون صديقهم عوضاً عن الكلب لأسباب عدة، في مقدمها أن الثقافة الشعبية منذ القدم ألفت القط كحيوان منزلي، فيما استخدم الكلب لأغراض الحراسة والصيد فقط. تقول سمر :"عندما كانت ماغي اسم القطة لا تزال صغيرة، كنت أذهب بها إلى العيادات كل شهر تقريباً، اذ كانوا يطعّمونها طعاماً خاصاً كل شهر، خوفاً من إصابتها بأمراضِ مزمنة أو فيروسات، وحينما كبُرت صرت آخذها إلى العيادة البيطرية، عندما تكون متعبة أو مريضة بسبب قلة الأكل، أو لمجرد الفحص الدوري عليها". وتتابع بركات"كانت تنام في غرفة نومي عندما كانت صغيرة، وحين كبرت أمرت والدتي بإخراجها إلى الحديقة، فصنعنا لها منزلاً من الخشب، ووضعت بداخله غطاءً ووسادة، لترتاح أو تنام، كما أنها كانت تعرف من يُحبها ومن يكرهها، فكانت علاقتها سيئة نوعاً ما مع والدتي، كونها السبب الرئيس في إخراجها من المنزل إلى الحديقة، وكان هناك الكثير من المواقف الطريفة بينهما، ف"ماغي"كانت تستغل وجود والدتي في الحديقة لتتسلل بدورها إلى غرفة نومها وحمامها الخاص لقضاء حاجتها فيه، وكأنها تُعاند والدتي أو تُعاقبها، وعندما كانت والدتي تعرف ما حدث تبدأ بالصراخ، وسرعان ما أبدأ بالضحك على حركاتها". أما ريم صالح 27عاماً، متزوجة فلديها قطة منذ عام تقريباً، حصلت عليها عن الأقارب في مناسبة عائلية، ووصلت درجة تعلقها بها إلى أنها أصبحت تضرب من يحاول فقط الاقتراب منها، وتقول:"حصلت على قطتي في حفلٍة عائلية صغيرة من بعض الأقارب، فأحببتها منذ أن شاهدتها، كانت صغيرة جداً لونها ما بين الأسود والأبيض، قمت برعايتها كما ترعى الأم طفلتها". وتضيف"أحرص على رعايتها الطبية، فأذهب بها إلى العيادة البيطرية كل شهر للكشف وإعطائها التطعيم الخاص ضد الأمراض، وعندما أشعر أنها مُتعبة فإنني أجلس بجوارها وأقرأ لها جزءاً من القرآن، فتشعر بالارتياح وتهدأ"!