الاتجاه نحو الأفضل، والتفكير في ما هو أجمل في تخطيط المدن، يدل على وطنية صادقة، وهو ما بدا واضحاً في أحياء كثيرة في الرياض، خصوصاً أحياء الزهرة والسويدي الغربي والعريجا والشفاء وبدر. وبحكم رؤيتي المباشرة، يتمثل هذا التحسُّن البسيط والمقبول في إرساء شبكات الصرف الصحي وتصريف السيول، وإعادة رصف ما أفسدته حفريات المشاريع داخل الأحياء، وتأسيس الأرصفة الحجرية القوية"المعتادة"، بدلاً من الأرصفة الإسفلتية الهزيلة السابقة، التي كانت - لا شك - تجربة فاشلة أثبتت الأيام والأمطار عدم صلاحيتها، فذهبت معها ملايين الريالات، لتدل على ارتجالية في بعض القرارات، فعدنا من جديد إلى الهدم واعتماد ملايين أخرى، نصحح بها أخطاءنا. والآن كما يشاهد الجميع تبدلت الحال وأخذ الشارع في الرياض حلة جديدة، ما انعكس على جمال المدينة، وتلك جهود مباركة يُحمَد عليها المسؤولون، غير أن لنا بعض الأمور والملاحظات، ومنها: أولاً: هل ستتوقف جهود البلديات المعنية عند رصِّ الأتربة أو وضع الحصباء البحص داخل هذه الأرصفة؟ أو أنها خطوة أولى تعقبها سنوات أخرى من الانتظار وسيل من المقالات والانتقادات على صفحات الجرائد؟ ألا يجدر أن نسعى إلى التخطيط الكامل، والحل الشامل، لتكتمل معالم اللوحة التي نرسمها للمدينة، فيوفر في هذه الأرصفة البلاط الحجري والتشجير المناسب كبقية الشوارع؟ والعجيب أن العين ترى هذا الاختلاف في مكان واحد، فترى أرصفة مكتملة من التبليط والتشجير، وأخرى تفتقدها! ثانياً: يعاني بعض سكان هذه الأحياء من انعدام المنافذ التي تسهِّل الدخول والخروج من الأحياء، فينحصر ذلك في الإشارات الضوئية، وبعض هذه الشوارع تزيد مسافتها على كيلو مترين فأكثر فيما تجد شوارع لا تزيد مسافتها على كيلو متر واحد فيها منفذ أو منفذان!! ومن هذه الشوارع التي تفتقد المنافذ شارع الإمام أبي حنيفة في حي العريجاء الغربي. كما يلاحظ على بعض هذه المنافذ الموضوعة انها تكون قريبة من شارع نافذ من الحي، ما يجرئ المتكاسلين منا على عكس السير للدخول أو الخروج، وكان الأجدر أن يؤخذ في الاعتبار عدم حصول مثل هذه المخالفة. وما دام حديثنا عن الشوارع والأحياء السكنية لدي استغراب من بعض الجهود الناقصة، في ما يخص ترقيم المنازل أو تسمية الشوارع، إذ ينعدم هذا في بعض منازل وشارع الحي الواحد، وعلى سبيل المثال: حي الزهرة غربي الرياض خلف شارع محمد بن مهيزع شمالاً. وفي الختام، هل نرى في الأيام القليلة المقبلة الأشجار تزين شوارعنا، ما يلطِّف جو الرياض الحار والجاف، وهل تختفي الأتربة المرصوصة والحصباء المنثورة، ويكتمل ترقيم المنازل، وتسمية الشوارع؟ نأمل ذلك. الرياض - عبيد الدوسري