في ليلة من ليالي الوفاء ولحظة من لحظات التكريم ودّع قائد فريق الهلال والمنتخب السعودي سابقاً يوسف الثنيان الرياضة والرياضيين والجماهير الكروية بمختلف ميولها في السعودية والوطن العربي الكبير عبر الكرنفال المثير الذي جمع فريقه الهلال بفريق فالنسيا الإسباني الشهير وسط هدير الجماهير التي تجاوزت 60 ألف متفرج في درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي في الرياض. ليلة اعتزال الثنيان لم تكن عادية على الإطلاق ففيها امتزج الحبّ بالوفاء، والشهرة بحلاوة الأداء، ولحظات الوداع بالبكاء، وترجمت الجماهير الرائعة النداء الذي وجّهه إليها الفيلسوف والدكتور والنمر يوسف الثنيان، وكانت حفلة التكريم على أحدث طراز فني رفيع أكد من خلالها الشباب السعودي بالدليل القاطع والبرهان الساطع مدى ما يتمتعون به من حسّ عملي راق ولمسة إبداعية في مثل هذه المهرجانات الوداعية، وكانت المباراة المخصصة جميلة مثيرة ولا سيما من جانب الفريق الهلالي الذي امتلك زمام السيطرة والمبادرات الهجومية وزيارة الشباك الإسبانية عبر ثنائية ياسر القحطاني وعبدالله الجمعان قبل أن يسجل فالنسيا هدفاً شرفياً في الدقائق الأخيرة. وبعث مهرجان الثنيان رسالة عاجلة إلى الكرة الإسبانية بأن الكرة السعودية تطورت كثيراً وأصبح بمقدورها منافسة المنتخب الإسباني على صدارة المجموعة الثامنة التي ستجمعهما معاً في نهائيات كأس العالم التي ستقام في ألمانيا الصيف المقبل. والثنيان الذي قوبل بعاصفة قوية من التشجيع والتصفيق الحار من الجماهير الكبيرة والغفيرة التي ملأت مدرجات الاستاد كان الأكثر سعادة وفرحاً في ليلة وداعه الكرة واعتزاله اللعب نهائياً، إذ تأكد أن مسيرته الرياضية الناجحة بكل المقاييس كانت السبب الرئيس والأبرز والعامل المهم في ذلك الحب المتميز والارتباط الوثيق بالمسؤولين والجماهير الكروية في كل مكان، وظهرت لحظات تأثره واضحة جلية عندما حيا الجماهير بيده وهو يتجول في مضمار الملعب بواسطة المركبة المكشوفة، وهي اللحظات التي شعرت بمرارتها كل الجماهير السعودية التي أحبت موهبة الثنيان وأهدافه الخرافية ولمحاته الفنية المهارية وإنجازاته وألقابه وبطولاته التي حققها سواء مع فريقه الهلال أو مع منتخب بلاده في الاستحقاقات والمنافسات التي شارك فيها طوال الفترات السابقة.