منذ تعيينه وزيراً للإعلام، لم يترك إياد بن أمين مدني فرصة سانحة، من دون أن يوجه رسائل جدلية إلى"من يهمه الأمر". أول من أمس، قرر الوزير أن يوجه"انتقاداً"إلى رؤساء تحرير الصحف المحلية، بعد أن تغيبوا عن حضور احتفال جريدة"أم القرى"بإطفاء شمعتها الثمانين،"حتى لا يظن"الناس"أنهم فولكلور أو مجموعة من الأساطير". إلا أن الأبرز في حديث الوزير مدني، كان إعلانه أن وزارته تسعى إلى منح المزيد من التراخيص بإصدار صحف يومية جديدة، ما يعني أن عدد الصحف الحالية الذي وقف عند الرقم ثمانية، بعد دخول صحيفة"الوطن"قبل سنوات إلى الساحة، مرشح للزيادة، في ظل ما يتردد عن وجود قائمة طلبات للحصول على تراخيص إصدار. ولم يكن مفاجئاً من الوزير"الديناميكي"أن يدلي باعتراف عن مسؤولية وزارته، وإقرارها بالذنب في ما آلت إليه أوضاع جريدة"أم القرى"، التي وصفها الكثير ممن حضروا الاحتفال ب"عجوز في الثمانين من عمرها، تطلب تدخل الاختصاصيين لإجراء جراحة تعيد لها روح الشباب، لتعيش مع أحفادها"الصحف السعودية"من جديد"، أما الوزير نفسه فقال:"أشعر بالخجل حينما أمسك أي عدد من أعداد الصحيفة الحالية، وأقارنه من حيث الشكل والمضمون والطباعة مع الصحف الأخرى، داخل السعودية وخارجها". وفي محاولة للتكفير عن هذا الذنب، أعلن الوزير مدني أن وزارته أنهت الدراسة اللازمة لتطوير صحيفة"أم القرى"، مشيراً إلى أن العمل يجرى حالياً لإنشاء المقر الجديد للصحيفة والمطابع الخاصة بها، موضحاً أن الخطوات التطويرية الجديدة التي ستشهدها خلال الفترة المقبلة، ستشمل الجوانب الإخبارية والتحليلية كافة، ومناقشة جميع ما يطرح فيها من مواد صحافية، كاشفاً أن الكلفة التقديرية لتطوير الصحيفة تزيد على 27 مليون ريال. إلاّ أن الأبرز في هذا السياق، كان إعلان الوزير اعتزام الوزارة تعيين رئيس تحرير للجريدة، والعمل على توفير الصحيفة التي لا يعرف بوجودها كثيرون، ويعجز عن الوصول إليها آخرون، في نقاط البيع من خلال التوزيع الشامل، إضافة إلى إدخال الصحيفة عصر الألوان، و"أن تأتي هذه الخطوات متأخرة خير من ألاّ تأتي أبداً". أما لماذا هذه التحركات؟ فلأن"صحيفة أم القرى أسهمت منذ إنشائها كأول صحيفة سعودية في 15 جمادى الأولى عام 1343 هجرية، في إثراء الجانب الثقافي المعرفي، من خلال ما نشرته من قرارات ومقالات ومواد إخبارية، تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية والإنسانية، منذ عهد الملك عبدالعزيز إلى يومنا الحاضر". إيضاحات أخرى قدمها مدير صحيفة أم القرى أحمد عبدالعزيز الغامدي، عن النقلة التي ستشهدها الصحيفة في الفترة المقبلة، مشيراً إلى العديد من الإمكانات التقنية والآلية والتحريرية التي وُفّرت لها، موضحاً أن المساحة الإجمالية للمقر الجديد للصحيفة، الواقع على طريق الحرمين مكةالمكرمة ? المدينةالمنورة تبلغ 22500 متر مربع، منها5270 متراً مربعاً للمطابع، ويشتمل المقر الجديد على مبنى مكون من ثلاثة طوابق، تضم الإدارة وأقسام التحرير والأقسام الفنية المساعدة، أما الكلفة الإجمالية لمشروع التطوير الجديد فتصل إلى 27.8 مليون ريال. وتناول أكثر من 20 باحثاً واختصاصياً من دارة الملك عبدالعزيز والجامعات السعودية، 18 بحثاً وورقة عمل، وزعت على خمس جلسات، نوقشت خلالها نشأة صحيفة"أم القرى"، قراءة في تطورها التاريخي، الشؤون الإعلامية في عهودها المبكرة، صحيفة"أم القرى"مصدراً للتاريخ السعودي... دراسة في العلاقات الخارجية في عهد الملك عبدالعزيز، بعض المظاهر للحياة الاجتماعية في عهد الملك عبدالعزيز، تحليل مضمون صحيفة"أم القرى"في الفترة من 1343 هجرية إلى 1373 هجرية. كما تضمنت تلك البحوث وأوراق العمل، إسهام"أم القرى"في إبراز جهود الملك عبدالعزيز المعمارية في منطقة مكةالمكرمة، مدائح الملك عبدالعزيز الشعرية في صحيفة"أم القرى"، المادة الأدبية في الصحيفة، إسهاماتها في الحركة اللغوية في عهد الملك عبدالعزيز والظواهر اللغوية في الصحيفة في ضوء إسهاميها الإعلامي والإداري، جهود الملك عبدالعزيز في نشر التعليم والرؤية المستقبلية للصحيفة، الجهود العلمية لدارة الملك عبدالعزيز في خدمة صحيفة"أم القرى"، وأخيراً، علاقة المركز الوطني للوثائق والمحفوظات بصحيفة"أم القرى"ومستقبلها.