هل فكرت أن تهدي من تحب بطاقة تهنئة مزينة بلوحة تشكيلية رسمها طفل "معوق"؟ الفكرة تبنتها جمعية الأطفال المعوقين في الرياض، في إطار خطة لتنمية مهارات هؤلاء الأطفال، من ناحية وزيادة مواردها المالية، من ناحية أخرى، من خلال برنامج"بطاقات التهاني"، وذلك بعدما تراجعت التبرعات التي تعد موردها المالي الأساسي. وتتمثل الفكرة في تمكين أطفال معوقين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثانية عشر، من رسم وتشكيل بطاقات التهاني والمعايدة، والنتيجة عكستها لوحات رائعة تجسد أحلامهم. والرسومات الفنية والتشكيلات الرائعة التي تتضمنها بطاقات التهاني والمعايدة تم اختيارها من أعمال الأطفال المعوقين بالجمعية، والذين أبدعوها من خلال برنامج علمي متخصص لتأهيل وتعليم الأطفال المعوقين، إضافة إلى تنمية مهارات وإمكانات الموهوبين منهم في الرسم والتشكيل. ومعظم الرسومات الفنية التي تم اختيارها نماذج لبطاقات التهاني هي من أعمال الأطفال المعوقين الذين فازوا في مسابقات الفنون التشكيلية التي شاركت فيها ونظمتها الجمعية. وتأمل الجمعية في أن تتجاوز عوائد بيع تلك البطاقات سقف المليون ريال. وأكد الأمين العام للجمعية عوض الغامدي ل"الحياة"أن بطاقات التهاني لاقت رواجاً كبيراً بين رجال الأعمال والشركات والمؤسسات العامة والخاصة والأفراد، إضافة إلى المصارف. وأشار إلى أن هذا البرنامج الذي انتهجته الجمعية لتنمية مواردها يأتي بتوجيه من رئيس مجلس إدارتها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لتحديث وتطوير خطط وبرامج تنمية مواردها المالية، ولحشد الدعم المادي والمعنوي لتفعيل أهدافها وخدماتها. وأوضح أن هذه المؤسسة التي تمكنت من تأهيل وعلاج وتعليم أكثر من أربعة آلاف طفل وطفلة من المعوقين، تعاني منذ فترة من نقص حاد في مواردها على رغم الأعباء الكبيرة والمهام والمسؤوليات الجسام التي تتحملها في مختلف الاتجاهات. وأضاف أن الجمعية حرصت على الحفاظ على مستوى خدماتها المجانية على صعيد العلاج والتعليم والتأهيل، إضافة إلى حرصها على توسيع مراكزها المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. وأكد أن هذه الأنشطة تهدف إلى رفع الروح المعنوية لهذه الفئة الغالية من الأبناء وإشعارهم لقيمتهم وقدرتهم على العطاء والإبداع، وهو ما انعكس بشكل إيجابي في تفعيل برامج دمجهم في المجتمع، وذلك من خلال خلق جو من التنافس بين الأطفال ودمجهم مع غيرهم من الأسوياء، ورسم البسمات على وجوههم، وإعطائهم الثقة بالنفس بأنهم جزء من المجتمع وليسوا معزولين بعيداً منه، بل ويتم الالتفات إلى إبداعاتهم والاحتفاء والاحتفال بها، وبالتالي تقديرهم بصورة مميزة. من جهة أخرى، أسهمت مثل هذه البرامج في التعريف بأنشطة الجمعية ورسالتها التوعية التي تسعى من خلالها لتثقيف المجتمع بقضايا الإعاقة وحقوق المعوقين طرق تنمية مهاراتهم حيث حققت هذه الأنشطة الفنية نجاحاً كبيراً انعكس جلياً على تسريع برنامج علاج وتعليم وتأهيل الأطفال المعوقين وأحرزت نتائج مبهرة في اندماج هذه الفئة من الأبناء في المجتمع. وأكد مساعد الأمين العام للجمعية عبدالله بن محمد الدخيل، أن برنامج بطاقات التهاني حظي منذ بدايته بتشجيع خاص من رجال الأعمال. وقال:"تتيح الجمعية للشركات والمؤسسات والأفراد الراغبين في الحصول على هذه البطاقات كتابة العبارات التي يرغبونها، وإضافة شعار واسم المؤسسة على البطاقة التي تتميز بحجمها المناسب وخياراتها الجميلة المتعددة، وإمكان استخدامها في العديد من المناسبات طوال العالم". وناشد الدخيل رجال الأعمال والمؤسسات والشركات الاقتصادية الوطنية التواصل مع أهداف وبرامج واستخدام هذه البطاقات، لكونها عملاً خيرياً يدعم الخدمات المجانية المتقدمة للأطفال المعوقين، ويعزز ثقتهم في أنفسهم وقدراتهم. وأشار إلى أن الجمعية وضعت الترتيبات والاستعدادات الكفيلة بالحصول على هذه البطاقات بسهولة ويسر، فما على الراغب سوى الاتصال على هاتف الجمعية 4543913 أو فاكس 4563750، إذ إن هذه البطاقات تباع بأسعار رمزية مقارنة بما هو مطروح في الأسواق. وأوضح أن الجمعية حرصت على إيصال الفكرة إلى أكبر قطاع ممكن من المجتمع، وتحقيق الهدف الأسمى منها، وهو تشجيع الأطفال المعوقين واستقطاب الدعم للجهود المبذولة في رعايتهم.