يشتكي طلاب وافدون يقيمون في سكن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعددهم أكثر من 400 طالب من 70 دولة، معظمها غير ناطقة باللغة العربية، من"عزلهم"عن زملائهم السعوديين. ويقول الطالب البوسني منسود بيستش، الذي يدرس اللغة العربية:"نحن منعزلون عن أهل اللغة في السكن، وبالتالي لا نجد فرصة لتطبيق ما ندرسه". ويقول طالب الشريعة الماليزي عبدالرحمن:"المباني المخصصة لنا تحرمنا من الاحتكاك بزملائنا السعوديين، ما يحول بيننا وبين إتقان اللغة العربية، كما لا نجد الفرصة للاندماج مع المجتمع السعودي، حتى ننقل صورة حسنة عن المملكة إلى بلادنا". ويؤكد المتخصص في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها محمد أمجد أن للممارسة دوراً مهماً في صقل اللغة، مشيراً إلى وجود فرق بين تعلم اللغة والتعلم عن اللغة، ويوضح أن من يمارس اللغة ليس كمن يكتفي بدرس قواعدها النحوية والصرفية. ويتفق معه زميله الدكتور مصطفى قطب، معتبراً أن الطالب الوافد الذي يعيش مع الطلاب السعوديين قد ينمي ذخيرته من الكلمات، أما الأسلوب فيصعب تحصيله، لذا ينبغي عقد لقاءات ثقافية مع الطلاب الوافدين. وقال عميد معهد اللغة العربية الدكتور عبدالرحمن العصيلي:"يجب على الطلاب الوافدين أن يسعوا إلى ممارسة اللغة في البيئة المحيطة بهم من شوارع ومساجد وأسواق". ولكن الطالب الياباني سعيد ساتو يرى"أن السعوديين يميلون إلى التكلم بالعامية، ومن ثم لا أمل في الاستفادة منهم في إثراء مفردات اللغة الفصحى عند غير الناطقين بها". وقال طالب أصول الدين الهندي عبدالرؤوف إن الاحتكاك مع أهل اللغة ولو كان لديهم الضعف اللغوي أفضل بكثير من ممارستها مع الذين أتوا لتعلمها، ويفتقدون ثقافة اللغة ومخارج حروفها.