رفض نحو 300 سائق سيارة أجرة في الطائف الانتقال من موقعهم الحالي في العزيزية الى الموقع الجديد الذي حددته البلدية في ساحة السليمانية بحجة أن الموقع الجديد غير مناسب، وبعيد عن مكان تجمع الركاب إلى جانب كونه موقعاً"مزدحماً"بطبيعته لأنه يجاور مسجد عبدالله بن العباس الشهير وسوق"برحة العباس". وبدا الاحتقان واضحاً على ملامح سائقي الأجرة"كبار السن"وهم يرددون عبارات من قبيل"لدينا عائلات وهؤلاء سيقطعون أرزاقنا"ويدندنون على أوتار الماضي بقولهم:"الملك فيصل وهب لنا الموقع منذ أكثر من أربعين عاماً فكيف يلزموننا بالانتقال؟". ويجتمع السائقون على مدار الساعة في الموقع وتتعالى أصواتهم وهم يتبادلون الرؤى والمشاورات حول قضيتهم هذه في الوقت الذي لم تتفق الإدارات المعنية في الطائف بعد على اختيار الموقع المناسب وآلية الانتقال. وفيما أكد المدير العام للأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد عبدالعزيز المدرع رفض إدارته لاستخدام الموقع موقفاً للسيارات"التاكسي"، معللاً ذلك بأن الانتقال لهذا الموقع سيحدث مضايقة للمصلين ومرتادي جامع ابن العباس خصوصاً في صلوات الجمع والجنائز وفقاً لتقارير اللجنة التي وقفت على الموقع، وذهب مسؤولون في بلدية الطائف إلى أن هذا الموقع سيحل إشكالية انتقال الموقف"موقتاً"إلى حين تجهيز الموقع الدائم في ساحة النقل الجماعي على طريق المطار. وأكد رئيس بلدية الطائف المهندس محمد المخرج في تصريح إلى"الحياة:"أن موقع موقف مكة"الحالي يتمركز في قلب المدينة النابض والحيوي، وتمت ترسيته على إحدى الشركات الاختصاصية لإنشاء واحد من أكبر المشاريع الاستثمارية في المحافظة". وألمح إلى أن المشروع سيكون بمثابة برج سكني تجاري على غرار برج"العبيكان"الذي يشق عنان السماء كعلامة فارقة في جبين محافظة الطائف. وذكر المخرج أن هذا المشروع أرسي على المستثمر قبل أربع سنوات ولكن مماطلة أصحاب"التاكسي الأصفر"في الانتقال كانت عائقاً أمام البدء في إنشاء المشروع منذ وقت باكر. وشدد في الوقت ذاته على ضرورة تعاون الجهات المعنية بالقضية لفسح المجال للمضي قدماً على تطوير منطقة وسط البلد والمواقع الحيوية لرسم ملامح وجه مدينة الطائف الجديد.