سمعت في احدى الاذاعات، احد البرامج التي تتحدث عن اسباب تدني مستوى اخلاقيات ومبادئ الجيل الحالي، إضافة إلى موضوع مدى قوة تأثير التفكك الاسري وانشغال الوالدين وانخراطهم في سوق العمل في نفسيات وشخصيات اطفالهم. واعتقد ان الفرع الاول من الموضوع ما هو الا نتيجة للفرع الثاني، وأنهما مرتبطان ببعضهما البعض. لقد أُجريتْ كثير من الابحاث والاحصاءات على المدة التي يقضيها الآباء مع ابنائهم في بعض الدول العربية والاجنبية، فلاحظوا ان الدول الاجنبية، خصوصاً ايطاليا واليابان، تخصص ما لا يقل عن 16 دقيقة في اليوم للحديث مع ابنائها، اما الاسر في معظم الدول العربية فتخصص ما لا يزيد على 30 ثانية في اليوم للتحدث مع ابنائها والاهتمام بهم، وفي رأيي الشخصي لو كانت بعض الاسر الاجنبية تعتني او حتى تستمع لابنائها على الاقل لمدة خمس دقائق لما كان ثلث سكانها يعانون من الانحراف، والانتحار وولادة الاطفال غير الشرعيين. وعلى رغم أنني لا أزكي او اصفق لحال المجتمعات العربية، إلا اننا احسن حالاً من غيرنا، ولكن هذا لا يعني القول انه لا يوجد فجوات واسعة في مجتمعاتنا. إن جرس الانذار يدق ابوابنا، ينبهنا للحفاظ على اولادنا ورعايتهم، حتى لا ننساق الى حال اسوأ، وذلك من خلال بذل قصارى جهدنا، لكي نحمي فلذاتنا من الانحدار. ولنحاول ان نخصص بعض الساعات لاطفالنا، لنتفق معاً على ان نغرس في ذواتهم المبادئ النبيلة، ونحاول حل مشكلاتهم، لننس قليلاً اعمالنا، وننتبه كثيراً الى احبابنا قبل فوات الاوان. نور الحناكي