لم تستطع منال عمر 24 عاماً ان تتلخص من ابتزاز سارق جوالها، إلا بعد ان دفعت لها ثلاثة آلاف ريال، في مقابل إعادته لها. لم تدفع منال المبلغ من أجل استعادة الجوال فقط، بل خوفاً من تهديد السارق لها بتوزيع صور ومقاطع فيديو قصيرة موجودة في ذاكرة الجهاز. وتقول:"ما ان فقدت الجهاز حتى بدأت اتصل على رقمي، لمحادثة السارق، وطلب اعادة الجهاز". أقفل السارق الهاتف في وجه منال، ولكنه أعاد بعد نحو ساعة الاتصال على الرقم الذي اتصلت منه، وقال لها:"هل تريدين صور الفتيات التي في جوالك؟" لم تصدقه منال، لأنها متأكدة من إزالة الصور من جوالها، ولكن ظنونها باءت بالفشل عندما حول السارق لها الصور بالاتفاق معها عبر تقنية البلوتوث. وتكرر الموقف ذاته مع زهور خليل 23عاماً، التي سرق جوالها في زحمة أحد المقاهي في مدينة الخبر خلال عيد الفطر. وتقول:"لم أكتشف سرقته من حقيبتي إلا عند عودتي للمنزل في وقت متأخر من الليل، كما سرقت معه محفظتي وبطاقاتي المصرفية"وتذكر أن السارق اتصل بها لإعادة الجوال في مقابل مبلغ مالي لكنها لم تهتم، كون الجوال لا يحمل شيئاً مهماً. في حين لم يكن علي سعد قاز يعلم أن شهامته ستكون نتيجتها ذهاب جواله الجديد الذي لم يمر على شرائه له أكثر من شهر تقريباً. يقول علي، توقفت إلى جوار احد محال مواد البناء لشراء عدد من مستلزمات عمارتي الجديدة، وأثناء خروجي من المحل توقف إلى جانبي شاب سعودي يقود سيارة أجرة، طالباً مني خدمته بإجراء مكالمة ضرورية لمنزله، وأشفقت لحاله وسلمته الجهاز لإجراء المكالمة، حتى انني ابتعدت منه قليلاً، كي يتمكن من محادثة أسرته بحرية من دون أي حرج. ولم أتنبه إلا على بقايا غبار السيارة التي يقودها هارباً بجهاز الجوال والشريحة، ولم أتمكن من اللحاق به، لكثرة الشوارع الجانبية التي هرب من أحدها، ولم أجد نتيجة من تبليغي بالسرقة، فالجهاز ذهب إلى غير رجعة. قصة علي قاز لم تكن الأولى ولا الأخيرة في حوادث سرقة الجوالات التي بدأت تنتشر بشكل كبير وخطير، ربما يصل أحياناً إلى حد الاعتداء بالضرب أو استخدام السلاح لسرقة جهاز الجوال. كما أن هذا الأمر بدأت خطورته تتسع، لتنتشر بين فئات من الشبان السعوديين، بدأوا في ممارسة مثل هذ النوع من السرقات من المحال، أو من داخل السيارات التي ينسى أصحابها أحياناً أجهزتهم بداخلها، أو من خلال اختطافها في وضح النهار من أيدي المواطنين والمقيمين. المقيم الهندي سيد محمد عبدالله تمكن في آخر لحظة من المحافظة على هاتفه المحمول، بعد أن حاول احد الأشخاص سحبه عنوة، أثناء إجراءه محادثة هاتفية إلا انه تنبه للشخص، وتمسك بالهاتف فيما لاذ الشاب بالهرب. يقول سيد إن حوادث سرقة الجوالات أصبحت تشكل خطراً كبيراً، مطالباً بفرض عقوبات صارمة على من يثبت تورطه فيها، مشيراً إلى أن باعة الأرصفة، ومحال بيع الجوالات المستعملة يسهمان بشكل كبير في انتشار سرقة الجوالات، كونها تشتري تلك الأجهزة المسروقة من هذه العصابات بأسعار زهيدة، طمعاً في المكاسب الكبيرة من دون التأكد من مصادرها. وبذلك ربما تواجه محال بيع الجوالات تهماً متعددة، أبرزها قبول شراء أجهزة من دون التأكد من ملكية البائع لها، ما سهل بيع الهواتف المسروقة، وأيضاً استخراج الصور ومقاطع الفيديو المخزنة في ذاكرة الهاتف، وتجميعها وبيعها الى من يرغبون في الشراء. وتتراوح قيمة المقاطع في بعض المحال بين 20 و50 ريالاً.