بدأ بسيارة والده، حين كان الأخير خارج السعودية."سرقها"واتجه بها إلى الخبر كي يتمشى على الكورنيش. هو لم يسرق المفاتيح كبعض الشبان، بل فتح باب السيارة وأدار محركها تماماً كما يفعل لصوص السيارات. تعلم هذه الصنعة من صديق له في الحارة التي يسكن فيها. صديقه شاب باكستاني ولد ونشأ في السعودية، وتعلم من والده صنعة الميكانيكا. لم يفكر لا هو ولا صديقه أن يعملا حتى في محال المفاتيح التي تساعد بعض الناس على فتح أبواب سياراتهم، حال نسوا المفتاح داخلها أو أضاعوه ولا يملكون بديلاً. ولم يفكروا حتى في كم سيجنون في حال باعوا هذه السيارات. كل ما كان يهمهم هو المتعة و"التفحيط"وتوفير سيارة بدلاً من التكاسي! "السارق"لا يخجل من إطلاق هذه الكلمة عليه يعمل موظف أمن"سكيوريتي". الصدفة وحدها جعلته يساعد أحد منسوبي"الحياة"لفتح باب سيارته وإدارة المحرك. وعلى رغم أن هذا"السكيوريتي"يستخدم الطرق البدائية جداً في فتح السيارات فخفة يده تبهر كل من يقف أمامه. هو لا يحتاج إلى"عدة"أو مفاتيح من نوع خاص. يدبر"معداته"من الشارع. أحياناً يبحث عن مفك. لم يمانع أبداً هذا"السكيوريتي"الثلاثيني من أن يقص حكاياته وعدد السيارات التي سرقها. لكنه قبل أن يحكي كل ذلك يشدد على عدم ذكر اسمه ومكان عمله، على رغم انه ضحك حين عرف أنها ستنشر، وبدا غير مصدق للأمر، ظناً منه أن موظف"الحياة"يمزح معه. في كل الأحوال يقول إنه لن يعترف لو سأله أحد، وسيؤكد أن ما قاله ل"الحياة"لا يتجاوز حد الخيال وليس فيه شيء حقيقي. إذاً فلنقرأ خياله؟ يقول"السكيوريتي"أحمد:"تركت سيارة والدي في الخبر، قبل أن يعود من سفره بيوم واحد، وكنت أخبرته وهو في سفره أن السيارة سرقت. جن جنونه، وطلب مني أن ابلغ الشرطة. خفت من الموضوع كان عمري آنذاك 17 عاماً، وأوقفت السيارة إلى جانب البيت، وفي المطار قلت له إن السارق أعاد السيارة، وكان زجاج باب السائق مكسوراً، والسيارة في حال يرثى لها. لأنتقل بعد ذلك إلى سرقة سيارة عمي التي أوقفتها في الرياض. لتتحول السرقة بعد ذلك إلى تصفية حسابات بيني وبين أي من أصدقائي في حال أساء أحدهم إلي". أحمد، لم يقف عند حد السيارات فقط، وامتدت يده إلى أبواب البيوت، لكن ليس للسرقة، يقول:"اضطررت مرتين إلى أن أفتح بيت منزلنا لأن أمي فقدت المفتاح، وخافت من والدي. إضافة إلى أنني فتحت منزلاً لصديق، كان منزل زوجة والده، وكانت في سفر مع والده. أراد الصديق أن يحصل على وثيقة ما، تخص أمه، فلم أتوان عن مساعدته، إذ أعرف أن والده كان يسيء معاملتهم". كيف يفتح أحمد أبواب المنازل بهذه السهولة، بل ويقول إن ذلك لا يكلفه أكثر من 15 دقيقة:"الأمر بسيط، كل ما تحتاج إليه هو مثقاب كهربائي"دريل"، وقفل جديد. لتثقب القفل القديم بالمثقاب وتضع القفل الجديد وتفتح الباب بالمفتاح الجديد". بالنسبة إلى والد صديق أحمد، فما كان منه إلا أن اشتكى زوجته على الشرطة، لكن صديق أحمد اعترف في الشرطة بأنه هو من قام بذلك. تبقى مفارقة يصر أحمد على أهميتها، إذ لا يمكن ان يصف شعوره حيالها، إذ سرقت سيارته مرتين:"في المرة الأولى ظننت أن أحدهم يمازحني أو يرد لي ثأراً، ولم أعرف ما أفعل لأنني أخاف الدخول إلى مركز الشرطة. بحثت كثيراً لكنني لم أجد بداً من الذهاب إلى الشرطة، ليجدوا لي سيارتي بعد أيام قليلة. لكن سوء الحظ واجهني مرة أخرى، إذ سرقت سيارتي العام الماضي قبل العيد بيوم، وشعرت بحرقة كبيرة، إذ لم يستمتع أولادي بالعيد جيداً، حتى وإن عادت سيارتي بعد العيد بأيام".