للمتقاعدين في محافظة طريف موعد شهري مع المشقة والعناء ووعثاء السفر، ربما يكون الموعد أحياناً مع الخطر والحوادث المرورية القاتلة. "تعبنا من الشكاوى وبحت حناجرنا، وما من مجيب"، بهذه الجملة يبدأ أحمد الرويلي 58 عاماً سرد معاناته وبقية المتقاعدين من طريقي عرعر 250 كيلو متراً، والقريات 150 كيلو متراً، اللذين لا بد من سلوكهما لاستلام رواتبهم القليلة، أو لإنجاز معاملاتهم البنكية من سداد فواتير وخلافه لعدم وجود فرع للبنك العربي الوطني الذي يتولى رسمياً صرف رواتبهم في الخامس عشر من كل شهر ولا حتى صراف آلي له يتمكنون خلاله من استلام رواتبهم من دون دفع رسوم بنكية. ويشير الرويلي إلى أنه ينفق 200 ريال شهرياً من راتبه التقاعدي الذي لا يتجاوز 1500 ريال قبل الزيادة، لتغطية مصاريف السفر، مستغرباً عدم تجاوب المسؤولين في البنك،"راتبي الحقيقي هو 1300 ريال". ويشدد ناهي العنزي 60 عاماً على حجم المعاناة التي يتكبدها وغيره من المتقاعدين في المحافظة اثناء عمليات الاكتتاب السابقة في الأسهم، مذكراً بالاصطفاف في طوابير طويلة وتدافع يعجز عن تحمله الشاب اليافع، فضلاً عن المسنين وذوي الظروف الصحية الخاصة، وهاتين الفئتين تمثلان الشريحة الكبرى من المتقاعدين. ويكشف خالد الشمري 26 عاماً عن معاناة أخرى يعاني منها ورثة المتوفين في حال إكمالهم الأوراق الخاصة بصرف راتب مورثهم،"على الوكيل الشرعي للورثة السفر هنا وهناك لإنجاز إجراءات الصرف، خصوصاً إذا لم يكن الوكيل من الاقارب الشرعيين للورثة". يذكر إلى أن سكان محافظة طريف يتجاوز 40 ألف نسمة غالبيتهم من كبار السن المتقاعدين، الذين فضلوا الاستقرار إلى جانب أقربائهم بعد رحلة حياتية وعملية طويلة. من جانبه، أوضح ل"الحياة"مصدر في البنك العربي الوطني، أن إنشاء صراف آلي في طريف من الأولويات الحالية التي تفكر فيها الادارة للتخفيف على المتقاعدين من عناء السفر، مؤكداً أحقية المتقاعد بتحويل راتبه من البنك العربي إلى أحد البنوك الأخرى التي تتوافر لها فروع في المحافظة. طريف - مفلح الأشجعي