تتكرر مشاهد الاختناقات المرورية في محافظة جدة مع أول أيام عودة الطلاب إلى مدارسهم بعد انتهاء فترة إجازة عيد الفطر، ليؤكد ظاهرة يعتبرها الكثير من سكان جدة مرضاً مزمناً دائماً ما يكون في مقدم المشكلات التي تواجههم طوال العام. وعلى رغم الجهود المبذولة من إدارة مرور جدة في محاولة لتنظيم حركة السير، إلا أن كثيراً من المواطنين يرون أن الاختناقات المرورية تتكرر باستمرار في الكثير من شوارع المدينة حتى تلك المفترض أنها"سريعة"كطريق المدينة وطريق"الحرمين". ولا يمكن ربط الاختناقات المرورية في محافظة جدة بفترات معينة مثل ما كانت عليه في السابق، إذ كانت محددة في مواسم الصيف وغيرها من المناسبات مثل إجازات الأعياد والعطل الأسبوعية حين يفد إليها الزوار والمصطافون من المدن والمناطق السعودية كافة، أما الآن فأصبحت مشهداً يومياً يمتد لساعات طوال في معظم الشوارع نتيجة عوامل مختلفة منها إنشائية أو صناعية أو خدماتية، إضافة إلى سلوكيات السائقين أنفسهم. وتأتي أزمة الاختناقات المرورية في محافظة جدة ضمن أبرز التحديات التي تواجه أمانة محافظة جدة في سعيها لتنظيم وتطوير المدينة، نتيجة للأخطاء التخطيطية التي ارتكبت في الكثير من الشوارع، وسيكون لها تأثير مستمر على رغم المحاولات المبذولة من جانب العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة لتلافيها. ويطرح اختصاصيون في هيئة المساحة الجيولوجية استخدام التقنية كأحد الخيارات المهمة والممكنة للقضاء على مشكلة الاختناقات المرورية في محافظة جدة أو التخفيف منها، إذ أن نظام الخرائط الرقمية المعتمد على الأقمار الاصطناعية يوفر قاعدة بيانات كبيرة تسمح بالاستفادة منها في توجيه السائقين إلى الطرق الأقل ازدحاماً، ومساعدتهم في تحديد الزمن الممكن للوصول إلى نقاطهم المفترضة عبر أكثر من اتجاه. وكان مدير مرور محافظة جدة العقيد محمد حسن القحطاني أكد أن أهم أسباب الاختناقات المرورية التي تحدث باستمرار في محافظة جدة وجود مشاريع تتطلبها البنية التحتية للكثير من الخدمات، إضافة إلى عدم الوعي من جانب السائقين بالتخطيط لرحلاتهم اليومية في وقت باكر. ونفى أن يكون للمرور أي دور في المشكلة بقدر الوعي المطلوب من المواطنين واستماعهم للتوجيهات التي تصدرها إدارة المرور، للتخفيف من الاختناقات المرورية، واتخاذ الاتجاهات التي يمكن أن تخفف من الازدحام المروري في الشوارع الرئيسة.