لم تكن "الخيام" التي انتشرت بشكل كبير في أحياء مدينه جدة كافة خلال الثلاثة أيام الماضية استمراراً للحملات الانتخابية البلدية، إذ أنها انتهت في 23 نيسان ابريل الماضي بفوز القائمة الذهبية السبعة"الإسلاميين"على رغم القضايا المنظورة لدى ديوان المظالم ضدهم من جانب المرشحين الخاسرين. وهذه"الخيام"نصبت من أجل تسلم زكاة عيد الفطر المبارك من الراغبين في دفع هذه الزكاة من طريق"كوبونات"موثوقة، وذلك تسهيلاً لإيصالها لجهات الاختصاص لتسليمها بدورها للمستحقين لها من الفقراء والمساكين. ويعمل في هذه"الخيام"شبان سعوديون تتراوح أعمار الغالبية منهم ما بين 10 إلى 25 عاماً، وهم موظفون من جانب الجمعيات الخيرية المعتمدة في البلاد، تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية. وقال المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة إحسان الطيب ل"الحياة"،"إن انتشار هذه"الخيام"في المنطقة هو تخفيف وتسهيل للراغبين في دفع زكاتهم من دون عناء، مضيفاً أن جمعية أصدقاء المجتمع تبنت هذا العام جمع الزكاة وتوزيعها". وأوضح الطيب،"أن هناك رقابة مباشرة على المخيمات وسير عملها، خصوصاً على كوبونات وسندات الزكاة، الوضع مطمئن في هذه المخيمات وأن جميع كوبونات وسندات الاستلام رسمية ومختومة بختم الجمعية المعتمدة، والمفترض أن تكون كذلك". وأضاف أن الجمعيات الخيرية في المنطقة تضم فرقاً نسائية ورجالية على درجة كبيرة من التأهيل والكفاءة للعمل في هذا المجال، علاوة على نقاط الاستلام والتوزيع التي تتبع هذه الجمعيات. من جانبه، قال مدير جمعية البر الخيرية في جدة محمود باقيس،"إن الجمعية لا تتعامل مطلقاً في إستلام الزكاة"بالكوبونات"بل بسندات استلام رسمية، مرجعاً ذلك للحؤول دون الوقوع في عمليات النصب والاحتيال التي يستغلها ضعاف النفوس". وأشار باقيس في حديث إلى"الحياة"، إلى أن الجمعية وزعت سبعة مكاتب معتمدة لتسلم زكاة عيد الفطر المبارك، مؤكداً في الوقت نفسه أن لا علاقة للجمعية بأي من"المخيمات"المنتشرة في المحافظة. وأضاف، أن هناك توجيهات عليا صريحة بعدم إنشاء أي مخيم من دون وجود تصريح رسمي من الجهات ذات الاختصاص. وأوضح باقيس، أن الجمعية شرعت في تنفيذ مشروع"كسوة العيد"، وتأتي فكرتها من خلال منح اليتيم مبلغاً مالياً قدره 100 ريال، تدفعها الجمعية من حسابها الخاص أو من طريق تبرع كافل اليتيم. وأضاف، أن الجمعية تعمل حالياً على شراء جميع الملابس التي يحتاجها الأيتام والخاصة بعيد الفطر المبارك، مضيفاً أن الأيتام في الجمعية ينقسمون إلى أيتام مسجلين في الجمعية ويقطنون في منازلهم، وهم 524 يتيماً بحسب إحصائية العام الماضي. وزاد، أن القسم الآخر من الأيتام هم ممن تؤويهم الجمعية داخل الإيوائيات الثلاث وهي دار الزهراء، ودار الفتيان، ومركز الشباب، وهم 306 أيتام، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه بلغ مجموع الأيتام في الجمعية خلال العام الماضي 830 يتيماً، إذ أنفق هذا المشروع 183 ألف ريال. وأوضح باقيس، أن الجمعية تعكف حالياً على تنفيذ مشروع زكاة الفطر، وذلك من خلال رؤيتها لحاجة المجتمع، خصوصاً الفئات الفقيرة المسجلة لدى الجمعية. وقال إن فكرة هذا المشروع هي استقبال نوعين من التبرعات الأولى النقدية، والأخرى العينية لزكاة الفطر وإعادة توزيعها مرة أخرى للفقراء المسجلين لديها، أما التبرعات النقدية تستلم لشراء الرز وتوزع على الأسر المستحقة والمسجلة لدى الجمعية قبل صلاة العيد، في حين أن التبرعات العينية من أكياس رز وغيرها يتم توزيعها، إذ تستقبل مباشرة من الأشخاص من طريق الإدارة العامة أو المكاتب السبعة التابعة للجمعية. وقال إن"الجمعية تهدف من خلال طرح هذا المشروع إلى الدعوة إلى التكافل الاجتماعي بين القادرين والمحتاجين، وإحياء روح التواصل بين هاتين الفئتين، مؤكداً في الوقت نفسه أن الجمعية وزعت العام الماضي 90 ألف كيلو غرام من الرز بكلفة بلغت أكثر من 30 ألف ريال سعودي على الأسر الفقيرة،"من أجل إيجاد وتوفير الكميات اللازمة للزكاة تشرع الجمعية سنوياً في التعاون مع أي من الشركات التي تورد كميات الرز التي تحتاجها وبأسعار رمزية".