اقترب الاتحاد من المحافظة على لقبه بطلاً لدوري أبطال آسيا، وأجَّل ذلك إلى لقاء الإياب الذي ستحتضنه مدينة جدة في 5 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، عقب نهاية لقاء الذهاب الذي أقيم مساء أمس في مدينة العين بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، سجل للعين علي مسري في الدقيقة 51، وعادل للاتحاد محمد كالون من ضربة جزاء في الدقيقة 86. وفي الشوط الأول، وضحت منذ البداية رغبة الفريقين الجامحة في غزو هجومي، يكفل لهما تسجيل هدف سبق يشعل أجواء اللقاء، ونجح لاعب وسط الاتحاد مناف أبو شقير في قص شريط الإثارة الفنية، وتحديداً في الدقيقة السابعة، التي شهدت تسديدة مناف التي تقاسم الحارس والعارضة العيناوية التصدي لها وإنهاء خطورتها، ودفعت هذه الفرصة مهاجم العين النيجيري انوكاشي للانفراد بشكل كامل بحارس الاتحاد مبروك زايد، ولكنه سددها بعيدة عن خشبات المرمى الثلاث. واسهم مدرب الضيف الروماني يوردانيسكو في تعطيل خدمات مفتاح هجماته البرازيلي شيكو، حين أوكل إليه مهام دفاعية غيبت حضوره، في حين تحمل عبء الإمداد الهجومي مناف أبو شقير. وكادت شباك أصحاب الضيافة تهتز مع نهاية الثلث الأول من هذا الشوط، حين تلقى الكاميروني جوب عرضية جميلة من الدوخي، حولها برأسه إلى جانب المرمى في شكل خطر جداً. ومال الأداء خلال الثلثين المتبقيين إلى الهدوء، في ظل سيطرة اتحادية على منطقة المناورة، وهجمات شحيحة للعين لم تصل لمرحلة التهديد الحقيقي. وشهدت الدقائق الخمس الأخيرة هجوماً اتحادياً مكثفاً من جميع الجهات، شارك فيه حتى المدافعون، وكانت انطلاقاته تبدأ غالباً من قدمي شيكو ومناف، لكنه افتقد إلى النهاية السليمة، في ظل تباعد رأسي الحربة الكاميروني جوب والسيراليوني كالون، اللذين كانا يحتاجان إلى الاقتراب أكثر، في ظل وجود فجوة واضحة بين خطي الهجوم والوسط الاتحاديين، وضياع وسط العيناوي وعدم قدرته على التحكم في منطقة المناورة. إجمالاً، شوط بدأ في شكل جميل، ولكنه لم يكتمل حتى النهاية، دانت فيه الأفضلية للضيوف بشكل كبير. وفي الشوط الثاني، وعلى عكس وتيرة الشوط الأول، بادر لاعبو المضيف بهجوم على مرمى الاتحاد بقوة، وشهدت الدقائق الخمس الاولى ضربات هجومية عيناوية متواصلة تصدى لها مبروك زايد وحده بشجاعة، لكن علي مسري نجح في كسر الطوق الذي وضعه زايد على مرماه، وسجل هدف فريقه الأول عند الدقيقة 50. ودفع هذا الهدف أصحاب القمصان المقلمة إلى التقدم في شكل كبير والتخلي عن المناطق الخلفية، وكاد كالون في الدقيقة 58 أن يسجل التعادل لولا تدخل أحد مدافعي العين الذي حولها إلى ضربة زاوية. وأضاع جوب كرة سيندم عليها كثيراً في الدقيقة 63 عندما تلقى تمريرة من وسط الملعب واحتضنها بشكل جميل ومن دون اية مضايقة داخل منطقة الست ياردات، لكنه أرسلها في غرابة إلى خارج المرمى. تقدُّم المضيف دفع مدرب الاتحاد إلى تحريك المياه الراكدة في عينيه، وأجرى أول تبديلاته حينما أدخل محمد نور الذي أبقاه على دكة البدلاء في تصرف غريب، ودفع به مكان زميله ابراهيم سويد، وأتبعه بتبديل آخر بإدخال حمزة ادريس بديلاً عن الكاميروني جوب، واختتمها بمحمد أمين مكان مناف ابوشقير، مسلسل التبديلات هذا حرك الهدوء الذي كان عليه الأداء الاتحادي، ودفعت الفريق إلى السيطرة مجدداً على مجريات اللقاء، إلى الدقيقة 86 التي شهدت ضربة جزاء تسبب فيها عدنان فلاتة تقدم لها كالون، وأودعها المرمى بكل هدوء هدف تعادل أعاد الأمور إلى نصابها مجدداً. وكانت الدقائق المتبقية مسرحاً لهجمات اتحادية ضائعة بأقدام كالون وحمزة، إلى أن أعلن الحكم عن نهاية اللقاء بالتعادل الإيجابي وتأجيل الحسم إلى موقعة جدة.