بات الأهلاويون الأكثر قلقاً على مصير فريقهم، في مستهل مشواره في الاستحقاق البارز كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ولعل موجة التراجع التي طرأت على الفريق وأفقدته هيبته خلال الأسابيع الأولى في المسابقة ذاتها، دفعت محبي الأهلي إلى الالتفاف حول ناديهم مجدداً، وإعادة ترتيب أوراقهم من جديد، خشية أن يحدث ما لا تحمد عقباه، لذا كان لزاماً على الفريق استعادة شيء من بريقه الذي افتقده في الفترة الماضية. ولعل البرهان تجلى في مواجهة الحزم، إذ استطاع الأهلي أن ينقلب على ضيفه بثلاث أهداف، وإن لم تكن مرضية لأنصار النادي، لفارق الإمكانات الفنية الكبيرة بين الفريقين، وطاولهم القلق بداعي الأسلوب المتواضع الذي انتهجه المدير الفني إيليا، إضافة إلى أخطائه في إجراء التغيرات. ويؤكد النقاد أن النتيجة كانت جيدة بصفة عامة، ولم يكن الأهلي في حاجة ماسة إلى إبراز قدراته الفنية العالية بقدر ما هو في أمس الحاجة إلى انتصار يخفف وطأة التوتر الذي يعيشه الشارع الرياضي الأهلاوي، خلال الأيام القليلة الماضية. ولم يكن البلجيكي في مستوى المبارة ، بل إن قراءاته ضعيفة وبدأت تنكشف الأقنعة عن قدراته الفنية بين فينة وأخرى، وفي مواجهة الحسم لم يغير من عادته الغريبة وإصراره غير المعقول على تبديل مراكز اللاعبين، إضافة إلى تبديلاته المتواضعة أثناء سير المباراة، خصوصاً بعد أن أخرج لاعبي المحور صاحب العبدالله وتيسير الجاسم، وكاد الوضع يتأزم أثناء سير المباراة، وبدأت المباراة تفلت من يدي البلجيكي وتملك المنافس خط المناورة سرعان ما أدرك إيليا غلطته وحاول تجميع شتات أوراقه بإيعاز حسين عبدالغني بالعودة إلى خط المناورة، وبالتالي عاد الفريق إلى اتزانه. ويؤكد الدكتور عبدالرازق أبو داود بالقول:"لم يظهر فريقنا بالمستوى المطلوب وكان متواضعاً في معظم فترات اللقاء، ويعاب عليه التكتيك الفني الذي انتهجه إيليا، خصوصاً في تغيراته، ولكن يظل الفوز وتحقيق نقاط المباراة الثلاث، جاء في وقته، ولعل أكثر ما أسعدني المشاركة الجيدة التي سجلتها عناصر الفريق الجديدة الحارس ياسر المسيلم وحسن الشهري، وسيكون هناك تطعيم آخر لعناصر جديدة خلال المباريات المقبلة، وإنما نحتاج فقط إلى صبر من الأهلاويين كافة، وتشجيع هؤلاء الشبان ومنحهم الثقة اللازمة لكي يواصلوا تألقهم ويدعموا صفوف الفريق".