تعاني غالبية الأندية السعودية في كل موسم أزمة كبيرة جراء تورطها في التعاقد مع أنصاف لاعبين بعقود مالية أهلكت موازنتها ومن تلك الأندية الهلال والاتحاد والنصر التي تعد من أكبر الأندية السعودية مادياً. وما ان عالج الهلاليون الازمة المالية مع اللاعبين الغاني سيسيه والتوغولي فرانكي حتى طرأت أخيراً ازمة اخرى تتمثل في المهاجم البرازيلي جليسون الذي ابرمت معه الادارة الزرقاء عقداً دونما حصولها على بطاقته الدولية التي ما زالت لدى ناديه البرازيلي. وتلك الازمات المالية كلفت الخزانة الهلالية مبالغ طائلة، وتنطبق الحال ذاتها على نادي الاتحاد الذي عانى قبل مواسم ماضية ازمة مالية لقاء تعاقده مع المهاجم البرازيلي بيبيتو الذي حضر إلى"العميد"وسط ترحاب كبير من جماهيره التي ما ان فرحت بانضمامه إلى فريقها حتى صبت جامّ غضبها عليه بعد تواضع مستواه الفني وكبر سنه وغادر مدينة جدة محملاً بالملايين الاتحادية. ولم تتوقف الحال عند ذلك بل تجرع الاتحاد ازمة اخرى تتمثل في اللاعبين البرازيلي بيتبول والكولومبي سيرجيو هيريرا اللذين انضما إلى الفريق ولم يقدما ما يشفع لهما بالبقاء ونالاً ايضاً نصيباً من ملايين الريالات. اما نادي النصر فأزمته كبيرة جداً إذ انه ما ان انهى فترة التوقف الاجبارية في جلب اللاعبين الاجانب التي اقرها عليه الاتحاد الدولي الفيفا الموسم الماضي لقاء شكوى المهاجم البرازيلي كاريوكا الذي حصل على تعويض مالي كبير بعد نجاح شكواه ضده حتى عاد إلى دائرة الخطر من جديد بسبب شكوى مماثلة من اللاعب البرتغالي هوغو الذي يطالب هو الآخر بمستحقات مالية متأخرة بلغت 121 ألف دولار. وفي حال تأخر الادارة النصراوية في سداد مبالغ هوغو فإنها ستنال عقوبة الحرمان من جديد من قبل"فيفا". والسؤال الذي يفرض نفسه: من الذي اوقع ادارات الاندية الكبيرة في تلك الازمات المالية؟ عضو لجنة الاحتراف الدكتور حافظ المدلج اكد من جانبه ان هناك خللاً كبيراً لدى ادارات الاندية عند ابرام العقود مع اللاعبين المحترفين الاجانب"عدم وجود ممثل قانوني مختص في ابرام العقود يوقع الكثير من الاندية في فخ الشروط الجزائية المالية التي يطالب بها اللاعبون الاجانب وتكون في بنود العقد وعلى كل الاندية الا تستعجل ابرام العقود وأن تحرص على اختيار اللاعبين الاكفاء ووضع البنود الواقعية التي تحميها من الوقوع في الازمات المالية جراء فسح عقود هؤلاء اللاعبين". وتفتقد كل الاندية السعودية وجود اداريين قانونيين ومتخصصين في ابرام العقود مع المدربين واللاعبين إذ ان اكثر اعضاء ادارات الاندية من الاداريين المتطوعين إلى جانب عدم وجود مستشارين من لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم خصوصاً ان الاحتراف في الملاعب السعودية مضى عليه ما يقارب 15 عاماً وما زالت الاندية تعاني بين عام وآخر ازمات مالية جراء خروقات في بنود التعاقدات. +